ربضها . وغرق ربيعة بن الطاهر بن غنام في غير هناك . فإن صاحب سيس قد قطع الهدايا المقررة عليه ، وخالف شروط الهدن . فعادت الموادعة منازعة والهدنة أهنة . فخرج السلطان في ثالث شعبان من هذه السنة ، ووصل إلى دمشق في سلخه ، وخرج عسكر الشام في سابع رمضان سنة 673 ه ، وجرد عيسى مهنا بن عيسى وحسام الدين العينتابي إلى جهة البيرة ، في صورة جاليش العسكر ، فوصلوا إليها . ولما وصل السلطان إلى نيرب سمين ، رحل منه على جهة الدريساك ، ومهد جوانب النهر الأسود ، وقطعته العساكر والكتائب ، وحمل معه المراكب لأجل التعدية ، ونزل داخل باب اسكندرونة ، خلف السور الذي كان السبيل هيتوم ، والد صاحب سيس ، قد بناه ، ثم رحل قريب المثقب ، وملكت العساكر جسر المصيصة ، وملكوا المصيصة ، وغلبوا على من فيها ، وقتلوا من وجدوه بها ، وغنم الناس مالا خصى كثرة ، وقتلوا من المواشي . ووصل إلى مدينة سيس ، فعدل عنها ووصل دربند الروم . وعاد وعيد بمدينة سيس ، ونهبت مدينة سيس وأهدمت وأحرقت ، وشوه منظر صاحبها وهتك ستر ستائره . ووصلت نعوت السلطان إلى أياس ، وتفرقت جيوشه إلى البرزين واذنه ، وقتلوا وغنموا ، وهرب من الأرمن جماعة ، فغرقوا . ثم وصل السلطان إلى المصيصة ، وأحرقها من الجانبين . ثم رحل وعبر على تل حمدون ، وعلى قلعة الثقيرة ، وعانت العساكر فيهما . وخرج من الدربندات ، وفرق الغنائم ، وما نسي صاحب علم ولا رب قلم . وعمل القاضي مائيي الدين بن عبد الظاهر في ذلك :
صفحه ۵۴