مخيلة الخندريس: ومن الذي يخاف عثمان بشري؟
مخيلة الخندريس: ومن الذي يخاف عثمان بشري؟
ژانرها
عندما هبطت النقطة الأولى على رأسك الكبير الأصلع أصبت بهلع فوبوي عنيف . سالت نقاط الماء من أعلى رأسك متدلية في دلال مرعب ناحية فمك من أنفك الأفطس الذي بدأ يرتجف الآن. مرت النقاط خلال شفتك العليا عابرة شاربك الكبير إلى شفتك السفلى. احتفظ شارباك ببعض الماء على الشعيرات الخشنة السوداء، مررت عليهما كفك اليسرى بطريقة غير إرادية. في ذلك الحين لم يبيض شعرك كما هو الآن، لم تصبح ذقنك ولحيتك مثل مزرعة قطن منسية بعد. لم تستطع أن تفتح فمك لبلع النقاط الطيبات التي جاءتك من السماء مباشرة، تركتها تسقط على الأرض لتنضم إلى أخواتها السماويات تحت قدميك، ما كنت تحتاج للبرق المرعب وهزيم رعد طائش؛ لكي تقفز على أقرب جدار بيت من بيوت جيرانك لتنجو بنفسك. جدار من الطوب الأحمر مطلي بالجير والأسمنت، بيت جارك العزيز. الماء يتبعه البرق، البرق تتبعه الصاعقة، الصاعقة قد أخذت روح أبيك وقد تأخذ روحك بذات العنف والقسوة. لقد حرقت أباك حريقا تاما ونهائيا، إلى أن أصبح أسود مثل جوال الفحم. لم تتركه لكي يصرخ أو يطلب النجدة، لم تنذره، لم تمهله لكي يودعك بنظرة قصيرة، عندما هبطت في بيت جارك، الذي كنت تعرف أنه يقيم وحده، فلقد ذهبت بنتاه وزوجه إلى بيت أبيها؛ احتجاجا على الشجار الدائم الذي يدور بينهما. أقصد هنا أنه ضربها ضربا مبرحا؛ مما جعل أخاها وأباها يأتيان إليه من مدينة الخرطوم، يضربانه، يفصدانه بسكين المطبخ مرتين في بطنه وذراعه. ولم ينجده سوى تدخلك وبعض الجيران في الوقت المناسب؛ أي بعد أن أخذ عقابه جيدا وبوفرة، وقبل أن يقتله الرجلان الغاضبان، مع العلم أن أخا الزوجة كان أعز أصدقائه، كما ستعرفون لاحقا.
دخلت حوش جارك الواسع، بغريزة الحياة الفاعلة فيك، وجنون الفوبيا، الذي ظل يطاردك منذ سنوات طوال. توجهت مباشرة إلى غرفة المعيشة، وبكل ما لديك من قوة دفعت الباب لتدخل، ففوجئت بشيء غريب، وجدت زوجتك الحبيبة، تقفز على مسبار جسد جارك الطيب، مثل فرس في سباق فاشل، كانا في تمام عريهما. على الرغم من صدمة الحدث إلا أنك لاحظت أن ظهر زوجتك كان جميلا كما لم يكن من قبل، وأنها كانت تستمتع بالفعل، شاهدك جارك أولا، حيث إن زوجتك كانت تعطي ظهرها للباب، ظهرها العرق الجميل الذي لم تتعرف عليه من الوهلة الأولى؛ لأنك عندما فوجئت بهما يرقصان رقصة الحب، صرخت قائلا: آسف، آسف.
بالطبع كنت تظنها امرأة أخرى صادها جارك، يشاع عنه أنه صائد ماهر للنساء، ويهمس بأنه يعجبهن.
في اللحظة التي أردت أن تنسحب فيها، وتعود لأمطارك المرعبة في الخارج، التفتت زوجتك الجميلة إليك، كان وجهها عرقا، ومغطى بشعرها الغزير الأسود، شفتاها كبيرتان مكتنزتان، بدا الجانب الذي يواجهك من صدرها ناهدا، جموحا وبارزا كأنه كوخ صغير من الشيكولاتة. أنت تعرف أن المرأة تصبح في قمة جمالها، ومنتهى أنوثتها، أثناء ممارستها الجنس. عندها قفزت زوجتك الجميلة الحبيبة من أعلى شيء جارك، عارية كالبرق، مرعوبة، كل ما تتذكره أنت، أنها دارت دورتين حول نفسها، صرخت بأعلى صوتها الذي كنت تشبهه بنغمات الكمان، وأنت تسمعها أول مرة. في الحق، هو السحر الذي أوقعك في حبها. - سجمى؟ إدريس؟
قبل أن نحكي لك، لماذا كان ذلك آخر ما رأيته، اسمح لي أن أحدثك عن بعض التاريخ بشأنك وشأن زوجتك - لا تنسيا أنني أؤلف كل ذلك الآن ولا أعرف شيئا عن تاريخ علاقتكما الزوجية أو غيرها، فأنا لا أعرفكما من الأساس، إنما توحي إلي بها الموحيات الآن - تزوجتما عن حب - لسلوى رأى آخر سنعرفه لاحقا - هي مغرمة بك وأنت أيضا مغرم بها، عندما تزوجتها كانت عذراء. بشهادتك وشهادة الطبيبة مريم - بنت خالتك - التي قامت بمساعدتك في فض عذريتها بطريق علمية حتى لا تؤذيها، فكانت المسكينة حبيبتك مختونة ختانا فرعونيا قاسيا، لدرجة أنك تحيرت كيف بإمكانها أن تتبول وأن ينزل منها دم الحيض؛ لأنك لم تر شيئا في ذلك المكان يوم «دخلتك» سوى ثقب لا يدخل إبرة الخياطة! قالت لك: إنهم وضعوا قشة كبريت لضبط المقاس.
لكن، إذا كانت لك تجربة جيدة مع النساء، وكنت حاذقا ذكيا في شأنهن - الرجل غالبا ما لا يكون ذكيا حاذقا في مثل هذه الأشياء - لاكتشفت أشياء مهمة، هي:
أن ملمس خيط الختان كان بارزا خشنا، أي أنه لم يكن قد أصبح مثل بقية الجلد حوله، إذا مررت أصابعك عليه لوجدته خشنا مثل نشارة الخشب الملصقة على سطح أملس، وهذا يعني الكثير لرجل تقليدي مثلك إذا انتبه.
الشيء الآخر والمهم، أنك لم تسأل الطبيبة - طبعا إذا كان يهمك ذلك، على فكرة، أنا لا يهمني - ما إذا كانت زوجتك عذراء أم أنها صارت عذراء قبل شهرين من الزواج!
الشيء الأهم، وأنت تحتفي بعذرية زوجتك، لقد حكيت ذلك لكثير من أصدقائك الحميمين بفخر، لم تسأل نفسك عن عذريتك أنت، وكم من النساء فضضت بكاراتهن بمتعة رهيبة، ولم تسأل نفسك كيف سيصير بهن الحال إذا شاءت أقدارهن الرهيبة أن يتزوجن من رجل يرى أن شرف البنت في عضوها؟
أقول لك هنا ما لم تشأ أن يذكر في رواية سيقرؤها كثير من الناس: هل كنت غاضبا تماما وأنت تفاجأ أن زوجتك كانت تستمتع بالجنس مع جارك الطيب العزيز؟
صفحه نامشخص