41 - وحدثني نافع بن مصقلة الحمصي، قال: سمعت أبي يقول:
((رأيت مشايخنا مجتمعين على أمر لحقه أسلافهم: أنه كان يسكن بحمص شاب من أهل العراق، حسن الصورة، لين العريكة، فأقام معهم مدة. ثم صار #67# الأمر بعد ذلك إلى بني العباس، فتقلد ذلك الفتى حمص، وكان مولى من موالي أبي العباس. فلما دخلها قصد إلى دار رئيس كان بها -من أصحاب بني أمية- فذبحه فيها وجماعة من غلمانه. ثم خرج.
فأحسن السيرة، وألان الجانب، فقيل له: ((ليس يشبه ما أنت عليه، ما فرط منك إلى الرجل الذي ذبحته وشمله!))، فقال: اسمعوا مني ما جرى على علته.
((اجتزت به -وقد نظفت أثوابا لي لا أملك غيرها، وقد دعيت إلى أمر لا يسعني التأخر عنه، أحتاج فيه إلى حسن الهيئة وإظهار التجمل، ومعي رسول من استحضرني- وهو قاعد على الباب، فراثت دابتي بحيث تقع عليه من رحبة مبلطة لداره. فأمصني، وأمر الغلمان بترجيلي وضربي، فركبتني أيديهم. ثم حلف ألا أبرح حتى أكنس روث دوابه بيدي في كمي، وأحمله في ثوبي وحجري، وأخذت فجررت إلى ذلك، ولم تزل حاشيته تضحك مما نزل بي، فحدثت مولاي، فاستحلفني بحقه على غليظ ما أتيته إليه)).
صفحه ۶۶