40 - وفيما جاء به الزبير بن بكار، قال:
((اجتاز رجل من أشراف المدينة بمريض ملقى على كناسة قريبة من منزل #66# رجل من الأولياء اختلت حاله، ومرض ولا قيم عليه وتبرم به رفقاؤه فأخرجوه من منزلهم، وهو ملقى في الطريق. فأمر الشريف بحمله إلى منزله، وتقدم إلى ابنة عمه في حسن القيام عليه بحشمها، وأن ترفه عيشه إلى أن تقضي علته. فابتدره كل من في منزل الشريف بالخدمة حتى تكاملت صحته، وصار في منزلهم كأحدهم، وقفل إلى دمشق.
فلما كان في الوقت الذي توجه جيش يزيد للحرة، وافى فوقف على باب دارهم، فظنوا به أنه وافى لحمايتهم، وحسن المدافعة عنهم، ليقضيهم سوالفهم لديه. فدخل الدار ومعه ثلاثة غلمان، فلما تمكن منها أخذوا في جمع الأثاث، فقال لهم الشريف: ((ما هذا؟))، فقال: ((إني استوهبت دارك بما فيها من الأمير ووهبها لي، وكنت أحق الناس بها، إذ كانت الأحوال بيني وبينكم وكيدة))، فقال له الشريف: ((رجعت يا ابن اللخناء إلى لؤم أصلك، وفساد مركبك)) ثم علاه بسيفه. وفر الغلمان، وهدأت وقدة الفتنة، وطل دمه)).
صفحه ۶۵