293

موجز

الموجز لأبي عمار عبد الكافي تخريج عميرة

ژانرها

ونحن مبتدئون بالمسألة على من قال من المرجئة: بأن الإيمان معرفة دون إقرار بأن الله واحد وهم الجهمية، فنقول لهم: أخبرونا عن الإقرار بأن الله واحد لا شريك له في ملكه ولا شبيه ولا نظير، وأنه لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، ولم يكن له كفوا أحد، أهذا الإقرار ممن هو منه إيمان؟ فإن قالوا: لا، قلنا: فالمنكر لجميع ذلك، المكذب لله في ربوبيته، والواصف له بصفات خلقه من الأنداد والأشباه، وبأنه اتخذ صاحبة وولدا _تعالى الله عن ذلك_، فهل تقولون في هذا إنه كافر بالله؟ فإن قالوا: ليس بكافر، خرجوا مما أجمع عليه الإسلام صراحا، مع تكذيبهم لقول الله حيث يقول: (لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة) (¬1) ، وقال: (لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم) (¬2) ، وقال: (وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل) (¬3) فسمى قولهم في كل ما قالوا من ذلك كفرا، وقال الله: (وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا إدا، تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا) (¬4)

¬__________

(¬1) سورة المائدة آية 73.

(¬2) سورة المائدة آية رقم 17.

(¬3) سورة التوبة آية رقم 30.

(¬4) سورة مريم آية رقم 88 91. في المطبوعة يكاد بدلا من (تكاد) وهو تحريف..

صفحه ۹۷