189

موجز

الموجز لأبي عمار عبد الكافي تخريج عميرة

ژانرها

الآيات، ووصفه المؤمنون من عباده بما وصف به نفسه من صفاته جل جلاله، فإن رجعوا وقالوا: بل نصف الله بما وصف به نفسه من صفاته، ونخبر عنه بالذي أخبر به عن نفسه، قلنا: وكيف تصفون ما ليس بشيء، وتخبرون عما ليس بشيء، وتذكرونه، ولو جاز أن يوصف ما ليس بشيء، ويخبر عما ليس بشيء ويذكر لجاز أن يكون شيء ولا يوصف، ولا يخبر عنه، ولا يذكر، فلما بطل أن يكون شيء لا يوصف ولا يخبر عنه، ولا يذكر بطل أيضا أن يوصف ويخبر عما ليس بشيء، وقد قال الله عز وجل: {قل أي شيء أكبر شهادة قل الله} (¬1) ، فأخبر عن نفسه أنه شيء، فإن قالوا: إنما نفينا عنه ما نفينا من عبارة شيء؛ لأن معناها عندنا معنى جسم، فإذا زعمنا أن الله شيء أثبتناه أنه جسم، قيل لهم: فإنا نجد الله جل جلاله قد ذكر معاني فسماها أشياء، وليست مع ذلك أجساما، قال الله عز وجل: {قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل} (¬2) ، فدل على أنه إن هم أقاموا التوراة والإنجيل يكونوا على شيء من الدين، فسمى الله تعالى الدين شيئا، وهو ليس بجسم، ثم قال: {وقالوا اتخذ الرحمن ولدا، لقد جئتم شيئا إدا} (¬3) فسمى قولهم في ذلك شيئا، وقال: {يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم، وإن تسألوا عن حين ينزل القرآن تبد لكم عفا الله عنها} (¬4)

¬__________

(¬1) سورة الأنعام آية رقم 19.

(¬2) سورة المائدة آية رقم 68.

(¬3) سورة مريم آية رقم 88، 89.

(¬4) سورة المائدة آية رقم 101..

صفحه ۱۸۹