175

موجز

الموجز لأبي عمار عبد الكافي تخريج عميرة

ژانرها

والتمكن، وغير ذلك، قلنا: بل قد جاوزتم ما قال الله عز وجل من ذلك؛ إذ زعمتم أنكم لا تقولون في الاستواء على ما قال الله عز وجل، من معنى الاستيلاء والحفظ والقدرة، مما دل عليه نص القرآن، والحديث عن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_، وعن أصحابه، وأيمة المسلمين بعدهم، من الذين ذكرنا وبينا، فإن قالوا: لا نقول في الاستواء بمعنى الاستيلاء والحفظ والقدرة والملك، ولا بمعنى الاستقرار والحلول والتمكن، ولكنا نقول: إن الله عز وجل فعل في العرش فعلا يسمى به مستويا، ولا نصف ذلك، ولا نحده، قلنا: فإنا لا نجد للاستواء في لغة العرب معنى إلا ما ذكرنا وبينا من الاستيلاء والحفظ والملك والقدرة، أو على معنى ما يعقل من الحلول والتمكن، فعلى أي هذين الأمرين تعزمون من قولكم؟ وعلى أيهما تعتمدون؟ ونحن لا ندعكم حتى تخرجوا بنا إلى أحد الوجهين: إما إلى قول إخوانكم من أصحاب المعقول والتمكن والاحتواء والحدود، فذلك أروح لكم، وأقيد لمقالتكم من الإقامة على اللبسة والرضا بالشبهة، أو ترجعوا إلى الذي منه فررتم من قولنا، وليس بين القولين قول، ولا بين السبيلين سبيل.

صفحه ۱۷۵