جويبر (¬1) عن الضحاك (¬2) عن ابن عباس أنه رأى رجلا يدعو ربه شاخصا بصره إلى السماء، رافعا يده فوق رأسه، فنهاه ابن عباس عن ذلك، فقال: إنك لن تراه، ولن تناله، فقال الرجل: ولا في الآخرة؟ فقال: ولا في الآخرة، فقال الرجل: فما وجه قول الله عز وجل: {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناضرة} (¬3) فقال ابن عباس: ألست تقرأ قوله: {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار} (¬4) ثم قال ابن عباس: (¬5) إن أولياء الله تنضر وجوههم يوم القيامة، أي تشرق، ثم ينظرون إلى ربهم متى يأذن لهم في دخول الجنة، بعد الفراغ من الحساب وقال: {وجوه يومئذ باسرة} (¬6)
¬__________
(¬1) هو أبو القاسم بن سعيد الأزدي، ويقول الدكتور الطالبي راجع فهرس الجامع الصحيح، مسند الربيع ابن حبيب ص 28، ويقول أيضا: ويبدو أنه من أهل القرن الثاني للهجرة لأخذه عن الضحاك. وفي (د) جوير، وصوابه جويبر. راجع مسند الربيع 3: 17.
(¬2) هو الضحاك بن مزاحم البلخي الخراساني، أبو القاسم، كان معلما للصبيان، ويقال كان يطوف على أكثر من 3000 صبي على حماره، ويعد من المفسرين، وله مؤلف فيه، وثقه الإمام أحمد وابن معين، توفي بخراسان سنة 105ه 723م. راجع العبر 1: 124، والمحبر 475، وميزان الاعتدال 1: 471.
(¬3) سورة القيامة آية رقم 23.
(¬4) سورة الأنعام آية رقم 103.
(¬5) هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب القرشي الهاشمي أبو العباس، حبر الأمة، الصحابي الجليل، ولد بمكة عام 3 ق. ه، ونشأ في بدء عصر النبوة، فلازم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وروى عنه الأحاديث الصحيحة، وشهد مع علي الجمل وصفين، وكف بصره في آخر عمره فسكن الطائف، وتوفي بها، له في الصحيحين وغيرهما 1660 حديثا. قال ابن مسعود: نعم ترجمان القرآن ابن عباس، ينسب إليه كتاب في تفسير القرآن. راجع الإصابة ت 4772، وصفة الصفوة 1: 314، وحلية 1: 314، وتاريخ الخميس 1: 167.
(¬6) سورة القيامة آية رقم 24..
صفحه ۱۳۵