فهذه البشارة بنبوة المسيح ومحمد عليهما السلام؛ لأن ساعير هو الموضع الذي جاء منه المسيح، وأظهر منه دعوته، وفاران مكة ونواحي الحجاز. وتأويل هذا الكلام إذا تأمله المتأمل، أن وحي الله جل وعلا نزل على موسى بطور سيناء (¬1) ، وأنه نزل على المسيح بساعير وناحيته، وأنه نزل على محمد بالحجاز، وناحية مكة مشهور بين العلماء أن جبال فاران مكة ونواحيها. وفي كتب أشعياء من صفة النبي _صلى الله عليه وسلم_ وصفة بلده، وسلطانه كثيرة واضحة بينة (¬2) ، وفي بعضها تسميته بسمه أحمد، وأنه يأتي بالعدل والقسط وبأمور جديدة، وقتل الأعداء، فإن أردت أن تقف على ما قلناه من هذا فالتمس (¬3) كتب أشعياء فإنك ستجد فيها جميع ذلك إن شاء الله.
¬__________
(¬1) الطور: بلدة بمصر، في شبه جزيرة سيناء، على خليج السويس، بها جبل موسى، ومحجر صحي للحجاج، تعدادها حوالي 4355 نسمة . دائرة المعارف: الموسوعة الثقافية.
وطور سيناء: جبل مشهور في تواريخ اليهود والنصارى والمسلمين، إذ أنزل الله فيه الشريعة على نبي إسرائيل، وتجلى لموسى الكليم، وهو في حقيقته سلاسل جبال، أعظمها سلسلتان لكل منهما عدة رؤوس، موقعهما في شبه جزيرة تعرف ببرية الطور، تمتد مثلثة الزوايا بين خليج العقبة وخليج السويس، وعند ملتقاهما قنن كثيرة، لكل قنة منها اسم مخصوص كجبل فاران المذكور في التوراة، وجبل كاترينا نسبة إلى دير، كان فيه للقديسة كاترينه، وجبل موسى المعروف الآن بطور سيناء وغير ذلك. راجع دائرة معارف البستاني 11/354.
(¬2) سقط من (ب) لفظ (بينة).
(¬3) في (ب) بزيادة لفظ (ذلك في).
صفحه ۱۰۳