وأنصف الناس في كل المواطن من
سقى المعادين بالكأس الذي شربا
ومما قاله المؤرخون العرب أن النعمان بن امرئ القيس الثاني من هؤلاء اللخميين الذي ملك في هذا القرن غزا الشام مرارا كثيرة، وأكثر المصائب في أهلها وسبى وغنم أموالا، وهو الذي نهض بثأر رجل من بني غسان يقال له: الضيزن وأخذ ديته مائة ألف دنيار ممن كانوا في زمانه من ملوك الرومان، وهذا الملك هو الذي بنى الخورنق والسدير القصرين المشهورين في الحيرة ... ولم يكن سطو هذه القبائل على سورية إلا على سبيل غزوة، وأخذ غنيمة واستشفاء بأخذ ثأر، ولم يكونوا يملكون البلاد بل كانوا ينكلون بأهلها ويأخذون الغنائم، ويقفلون إلى بلادهم.
وأما على تخت القسطنطينية فبعد زينون جلس باسيليك، ثم لاونس ثم أنسطاس ولم يكن من أعمال هؤلاء الملوك إلا تدخلهم في أمور الدين على غير هدى واضطهادهم الكاثوليكيين، ولم يكن لأنسطاس ما يذكر في جانب مصلحة المملكة إلا رد عماله في سورية وفلسطين العرب عن سطوهم على هذه البلاد، واسترجاع قادة جيشه بعض مدن ما بين النهرين وأرمينية من يد الفرس، وأضر بالمملكة والكنيسة ونفسه. (3) في بعض المشاهير بالعلم بسورية في القرن الخامس
سوزومانس المؤرخ
قال عن نفسه: إنه ولد في قرية من قرى غزة، وأن جده آمن بالمسيح بواسطة القديس إيلاريون وقد انكب على درس الشريعة بمدرسة بيروت الشهيرة، ثم سار إلى قسطنطينية، تعاطى محاماة الدعاوى ولم يكن شغله كثيرا؛ لأنه ألف تاريخه أثناء إقامته في هذه المدينة، وهذا التاريخ في تسعة كتب نفسه فيها متوسط بين السامي والسافل يبتدئ بتاريخ سنة 314، وينتهي بتاريخ 439، وله كتابان آخران في التاريخ لم يبلغا إلينا، وكان معاصرا لسقراط المؤرخ ... وكانا معا بالقسطنطينية وبين كلامهما مشابهات، ويظهر أن سوزومانس انتحل بعض ما كتبه سقراط؛ لأنه كان بعده وإن في عصر واحد.
إيناي الغزي
ولد بغزة وكان فيلسوفا تابعا مذهب أفلاطون اشتهر في القرن الخامس، وتوفي سنة 521 وكان مسيحيا وتلميذا لبروقلس الفيلسوف الشهير، ونعلم من تآليف إيناي سبعة وعشرين رسالة نشرها مانوق في جملة الرسائل اليونانية، التي عني بطبعها سنة 1469، وله محاورة في خلود النفس وقيامة الأجساد، وألفها لما رأى الشهداء الذين أذاقهم البندالة مر العذاب بإفريقية، وطبعت بزوريك سنة 1559، ونشر شرح لها ببريس سنة 1859.
مارينس
ولد بسورية في هذا القرن الخامس، وأخذ العلوم عن بروقلس في أثينا ثم خلفه في منصة التعليم سنة 485، ولم تبق لنا الأيام من تآليفه إلا ترجمة بروقلس أستاذه نشرها فبريشيوس مع ترجمتها إلى اللاتينية مذيلة بحواش سنة 1700 في همبورغ، وطبعت بلبسيك سنة 1814.
صفحه نامشخص