ولد بقرية في قرب غزة وكان والداه وثنيين، فتنصر وسمع بأخبار القديس أنطونيوس، فأمه إلى البرية وأقام عنده مدة مندهشا بفضائله، وعاد إلى وطنه فوجد والديه قد توفيا فوزع ما خصه من تركتهما على الفقراء، واعتزل في برية غزة مثابرا على الصلاة والنسك والتقشفات، وأجرى الله على يده آيات كثيرة، وكانت بينه وبين القديس أنطونيوس مراسلات وهو مؤسس الرهبانية في سورية، وأنشأ أديارا كثيرة، ولما اشتهر فضله فر إلى صقلية ثم إلى رومة، فلم يخف فضله وفضيلته وأجرى الله على يده آيات ففر أخيرا إلى قبرس حيث رقد بالرب سنة 372.
القديس ملخس
دون القديس إيرونيموس ترجمة ملخس فقال: «أتيت سورية وأقمت مدة في قرية في جهات أنطاكية، فوجدت ملخس شيخا وامرأته كذلك وقص علي خبر حياته، فقال: «ولدت بنصيبين وحيدا لوالدي وأرادا تزويجي، ففررت إلى دير في قنسرين وأقمت بين الرهبان، ثم هاجني الشوق إلى العود إلى وطني لأعزي أمي بفقد والدي، فسافرت من حلب نحو الرها، فأخذت أسيرا وكنت أنا وامرأة في نصيب مولى واحد، فخدمته بأمانة وأراد تزويجي بالمرأة وتمنعت من ذلك، فامتضى سيفه ليقتلني فتنحيت وتركني والمرأة، فقلت لنفسي: لا مناص لك من الهلاك أو الظفر ... وأخذت مدية أطعن بها جسدي، وقلت للمرأة: دونك شهيدا لا زوجا، فوقعت على قدمي قاسمة على حفظ العفاف، وقالت: يعرفك مولانا زوجي ويعرفك المسيح أخي، فعشت معها طويلا وما نظرت جسمها ولا مست جسدي، وسئمت نفسي الأسر، وجد بي الوجد إلى العيشة في الأديار فوافقتني المرأة إلى الفرار، فرجعت معها إلى الدير الذي كنت به أولا، وعاشت المرأة بين العابدات».» واختتم إيرونيموس كلامه بقوله «هذا ما قصه علي ملخس الشيخ، وأنا حدث أقصه الآن وأنا شيخ ليكون مثالا للعفاف.» وكنيستنا المارونية تعيد لذكر ملخس في 21 تشرين الأول. (4) أخص الكنائس التي أنشئت بسورية في القرن الرابع (1)
كنيسة القيامة في أورشليم: بناها الملك قسطنطين الكبير، بعد أن وجدت أمه هناك خشبة الصليب الكريم بدئ في بنائها سنة 326 ونجز في سنة 335. (2)
كنيسة صعود المخلص في جبل الزيتون: بنيت باهتمام الملكة هيلانة أم الملك قسطنطين، وأمر ابنها بعد كنيسة القيامة. (3)
كنيسة مغارة المولد في بيت لحم: بنيت بأمر الملك قسطنطين، بدئ في بنائها سنة 327 ونجز في سنة 333. (4)
كنيسة صور: بناها القديس بولينوس أسقف صور على أنقاض كنيسة قديمة كانت هناك، فدمرت سنة 303 بأمر الملك ديوكلتيان، وبعد أن أمن قسطنطين الملك جددت هذه الكنيسة. (5)
كنيسة أنطاكية: شرع في بنائها الملك قسطنطين سنة 331، وسموها الذهبية لكثرة ما فيها من الذهب، ولم ينجز بناؤها إلا في أيام ابنه قسطنس سنة 341. (6)
كنيسة بعلبك: بناها قسطنطين أيضا إذ كان الوثنيون يجتمعون في هيكل بعلبك، ويتمرغون بوحول الفواحش تكرمة للزهرة معبودهم، فنهى قسطنطين عن اجتماعهم هناك، وأقام فيها أسقفا وكهنة. (7)
كنيسة أفقا: بناها قسطنطين أيضا بعد أن نقض هيكل الفساد الذي كان هناك. (8)
صفحه نامشخص