وأخرج عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن قال: لقيني رأس الجالوت [١] فقال: والله إن بيني وبين داود لسبعين أبا، وإن اليهود لتلقاني فتعظمني، وأنتم ليس بينكم وبين نبيكم إلا أب واحد، قتلتم ولده. وأخرج عن عبد الملك بن كردوس، عن حاجب عبيد الله بن زياد قال: دخلت معه القصر حين قتل الحسين، فاضطرم في وجهه نارا، فقال:
هكذا بكمّه على وجهه، وقال: لا تحدثن بهذا أحدا. وأخرج عن أم سلمة [٢] قالت:
سمعت الجن تنوح على الحسين [٣] . وأخرج عن محمد بن كعب القرظي [٤] قال: كنا بالأهواز فقيل: مات ابن صائد [٥] فأخرج بنوه بنعش لا يدرى ما فيه. وأخرج من طريق عون عن محمد بن سيرين قال: ما علمت أنه أسلم من يهود غير عبد الله بن سلام وعبد الله بن صياد، وغير غلام لم يعرف محمد اسمه، قال/ عوف: إنه البراء أو ابن البراء. وأخرج عن ابن الحنفية [٦] قال: من أحب رجلا لله لعدل ظهر منه وهو في علم الله من أهل النار، آجره الله على حبه إياه، كما لو كان أحب رجلا من أهل الجنة، ومن أبغض رجلا لجور ظهر منه، وهو في علم الله من أهل الجنة، آجره الله على بغضه إياه، كما لو كان أبغض رجلا من أهل النار [٧] .
وأخرج عن سهل بن عبيد بن عمرو الحارثي قال: لما بعث عبد الملك الحجاج إلى مكة والمدينة قال له: إنه ليس لك على محمد بن الحنفية سلطان، فلما قدم أرسل إليه الحجاج يتوعده، ثم قال: إني لأرجو أن يمكّن الله منك يوما من الدهر، ويجعل لي عليك سلطانا، فأفعل وأفعل، قال: كذبت يا عدو نفسه، هل شعرت أن لله في كل يوم ستين وثلاث مائة لحظة أو نفحة؟ فأرجو أن يرزقني الله بعض لحظاته أو نفحاته، فلا يجعل لك عليّ سلطانا، فكتب بها الحجاج إلى عبد الملك، فكتب بها عبد الملك إلى صاحب الروم، فكتب صاحب الروم: أن هذه والله ما هي من كنزك ولا كنز أهل
_________
[١] الجالوت: رئيس اليهود، كما أن الأسقف رئيس النصارى، والموبذ رئيس المجوس. (ثمار القلوب- الثعالبي ص ٣٢٤) .
[٢] أم سلمة: هند بنت سهيل من أمهات المؤمنين، كانت من أكمل النساء عقلا وخلقا وهي قديمة الإسلام، هاجرت مع زوجها الأول أبي سلمة إلى الحبشة، ثم هاجرت إلى المدينة، توفيت في المدينة سنة ٦٢ هـ.
(التهذيب ١٢/٤٥٥) .
[٣] كتاب المحن ص ١٥١، الإصابة ٢/٨١.
[٤] محمد بن كعب بن سليم القرظي: سكن الكوفة ثم المدينة، كان ثقة عالما روى عن ابن مسعود، توفي سنة ١١٨ هـ. (التهذيب ٩/٤٢٢) .
[٥] عبد الله بن صائد: كان أبوه من اليهود، ولد على عهد رسول الله ﷺ أعور مختونا، روى عنه مالك وغيره. (الإصابة ٥/١٩٢ ت ٦٧٤٨) .
[٦] محمد بن علي بن أبي طالب: ويعرف بابن الحنفية توفي سنة ٨١ هـ. (التهذيب ٩/٣٥٩، الطبقات ٥/٩٦) .
[٧] الطبقات ٥/٧٩٧- ٩٨.
1 / 80