كانت الكلبية تحت معاوية بن أبي سفيان، فقال لامرأته ميسون أم يزيد [١]، أو بنت قرظة، اذهبي فانظري إليها، فأتتها فنظرت ثم رجعت، فقالت: ما رأيت مثلها، ولقد رأيت خالا تحت سرتها ليوضعن رأس زوجها في حجرها، فطلقها معاوية، فتزوجها حبيب بن مسلمة [٢] ثم طلقها فتزوجها النعمان بن بشير [٣] فلما قتل وضعوا رأسه في حجرها.
وأخرج عن يحيى بن أبي كثير أن عبد الله بن سلام، صكّ غلاما صكّة، فجعل يبكي ويقول: اقتصّ مني فيقول الغلام: لا أقتص منك يا سيدي، قال ابن سلام:
كل ذنب يغفره الله إلا صكة الوجه. وأخرج عن ثابت بن عبيد قال: بعثني أبي إلى كعب بن عجرة، فأتيت رجلا أقطع، فأتيت أبي فقلت: بعثتني إلى رجل أقطع، فقال: إن يده قد دخلت الجنة، وسيتبعها ما بقي من جسده إن شاء الله.
وأخرج عن أبي الزناد قال: قيل لحكيم بن حزام: ما المال يا أبا خالد؟ قال: قلة العيال. وأخرج عن عمران بن عبد الله بن طلحة قال: رأى الحسن بن علي كأن بين عينيه مكتوب: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ
، فاستبشر/ به وأهل بيته، فقصّوه على سعيد بن المسيب [٤]، فقال: إن صدقت رؤياه فقلّ ما بقي من أجله، فما بقي إلا أياما حتى مات.
وأخرج عن محمد بن سيرين قال: لم تكن ترى هذه الحمرة في السماء عند طلوع الشمس وعند غروبها حتى قتل الحسين بن علي ﵄ [٥] . وأخرج عن سليم القاص قال: مطرنا دما يوم قتل الحسين. وأخرج عن نضرة الأزدية قالت: لما قتل الحسين بن علي مطرت السماء دما، فأصبحت خيامنا وكل شىء منا ملاء دم. وأخرج عن الزهري قال:
سألني عبد الملك بن مروان: ما كان علامة مقتل الحسين؟ قال: لم يكشف يومئذ حجر إلا وجد تحته دم عبيط [٦] .
_________
[١] ميسون بنت بحدل الكلبية: أم يزيد بن معاوية، شاعرة كانت بدوية، ثقلت عليها الغربة عن قومها لما تزوجت معاوية بالشام، فسمعها تقول:
ولبس عباءة وتقر عيني ... أحبّ إليّ من لبس الشفوف
فطلقها وأعادها إلى أهلها، ويقال إن معاوية قال لها: كنت فبنت، فأجابته: ما سررنا إذ كنّا، ولا أسفنا إذ بنّا، توفيت سنة ٨٠ هـ. (أعلام النساء ص ٥٠، مهذب الروضة الفيحاء ص ٢٠٩.
[٢] حبيب بن مسلمة الفهري: من كبار القادة الفاتحين توفي بأرمينية سنة ٤٢ هـ. (التهذيب ٢/١٩٠) .
[٣] النعمان بن بشير بن سعد الأنصاري: أمير خطيب من أهل المدينة، كان واليا على الكوفة، وتنسب إليه معرة النعمان، قتله خالد الكلاعي من أهل حمص سنة ٦٥ هـ. (التهذيب ١/٤٤٧ الإصابة ت ٨٧٣٤) .
[٤] مرت ترجمته.
[٥] كتاب المحن- أبو العرب التميمي ص ١٥٤.
[٦] كتاب المحن ص ١٥٣.
1 / 79