مفصل در تاریخ عرب پیش از اسلام
المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام
ناشر
دار الساقي
ویراست
الرابعة ١٤٢٢هـ/ ٢٠٠١م
ژانرها
وقد جرت العادة بإنزال الوفود في دار الضيافة، ليعتني بالضيوف الوافدين ولينالوا حريتهم وراحتهم بها. ويظهر أن من عادة العرب إذ ذاك أن الوفد منهم إذا انتهت مهمته وقرر الرجوع إلى أهله، عملت له وليمة في آخر يومه، وقدمت له هدية، وتسلم له رسالة إن احتيج إلى ذلك. وقد اتبعت هذه العادة في يثرب حينما أخذت الوفود تترى على الرسول لمبايعته بالإسلام. فقد اتخذ الرسول دارًا خاصة بيثرب لتكون دارًا تنزل بها الوفود، عرفت بـ"دا رملة بنت الحارث" امرأة من بني النجار. ويظهر أنها كانت دارًا واسعة، بدليل ما ورد من أن الرسول حبس بها "بنو قريظة" لما نزلو إلى حكمه١. ولا يمكن إنزال عشرات من الناس بها لو لم تكن دارًا واسعة كبيرة. كما كان الرسول يأمر المكلف بأمر الوفود بإعطائهم جوائز يعينها له، فيعطى مقدار ما يأمره به الرسول، وما يكتبه لهم من إقطاع٢.
١ نهاية الأرب "١٧/ ١٩٠ وما بعدها"، "١٨/ ٩١ وما بعدها".
٢ نهاية الأرب "١٨/ ٩١".
صكوك المسافرين:
هي جواز السفر في اصطلاح هذا اليوم. كان على المسافر حمله معه لئلا يتعرض به أحد١. يمنحها الملوك وسادات القبائل، وتختم بختمها، فلا يتحرش أحد بحاملها ويؤمن على سلامته. وإذا اعتدى عليه معتد طالب صاحب الجواز بحقه من المعتدي عليه. وتعطى مثل هذه الصكوك للوفود وللنابهين من الناس من أصحاب المكانة والجاه.
وقد يكون الجواز شيئًا غير مكتوب. فقد كان "جواز" أهل مكة ومن كان في حلفهم لحاء شجر الحرم، يعقدونه في أعناقهم أو في أعناق إبلهم، ليكون علامة على أنهم من "قريش" أو من قوم لهم عهد وعقد معهم فلا يتجاسر أحد على التحرش بهم. للعهود المعقودة بين قريش وبين سادات القبائل، بعدم تحرش أحد برجل من أهل مكة أو بمن يكون في جوارهم ومن له عقد معهم.
وقد يكون الجواز شيئًا بسيطًا: عصًا أو سهم، أو أي شيء آخر. يعطيه شخص شخصًا آخر ليكون له جواز أمن وسلام، إذا أبرزه لم يتحرش أحد به.
ويكون محرمًّا، أي: مسالمًا لا يجوز لأحد الاعتداء عليه، لأنه في حرمة صاحب
١ تاج العروس "٤/ ١٩، "جاز".
9 / 331