150

مدخل کبیر

ژانرها

وعامة الأوائل مجمعون على أن للأركان الأربعة طبيعة وخاصية وإنها لا ألوان لها ولا طعوم وأن الألوان والطعوم إنما هي لكل شيء يحدث منها لأنهم زعموا أن النار لا لون لها على الحقيقة والذي نرى لها من اللون إنما هو على قدر الجسم الذي يقبل فعل النار وأن خاصيتها الحرارة وفعلها الإحراق وأما الهواء فهو جسم لا لون له إلا أنه قابل للألوان وإن خاصيته الرطوبة وفعله إنه منبت منشئ للأشياء وأما الماء فإنه ليس له لون بالحقيقة وإنما يرى لونه على قدر الشيء الذي يكون فيه الماء وإن خاصيته البرودة وفعله غذاء الأشياء وأما الأرض فليس لها لون بالحقيقة والذي يرى من لونها إنما هو على قدر ما يكون فيها من البخارات وتغييرها لها وخاصيتها اليبوسة وفعلها أن تبقي الأشياء فأما الطعوم فإن النار والهواء لا طعم لهما وأما الأرض والماء فمختلفا الطعم لأن لكل موضع من الأرض طعما خلاف طعم الموضع الآخر وذلك على قدر اختلاف البخارات التي تكون فيها وأما الماء فإنما يوجد طعمه على قدر طبيعة الموضع الذي يكون فيه الماء لأنه إن كان ذلك الموضع طيبا كان طعم الماء الذي يكون فيه عذبا وإن كان ذلك الموضع مالحا كان طعم ذلك الماء مالحا فإذن ليس لهذه الأركان الأربعة لون ولا طعم على الحقيقة وإنما لها طبيعة وخاصية على ما ذكرنا قبل

صفحه ۳۵۸