120

أما الجامعة العربية ومركزها بمصر، فهو أمر خطير للغاية. اسم كبير ودعاية عريضة طويلة، واجتماع ممثلين ليس لهم من الاتصال بالرغائب القومية ولا بوسيلة من الوسائل، وكل دولة من دول الجامعة مرتبطة بدولة أجنبية كبيرة لا تمكنها من التصرف خارج الالتزامات المتعهدة بها، والأمم العربية وملوكها في منعزل عن ذلك؛ فاعتبروا يا أولي الأبصار.

وإننا نثبت هنا ما كنا أوصينا به توفيق باشا أبو الهدى ثم سمير باشا الرفاعي لدى سفرهما إلى مصر للمشاورة في مسألة الوحدة العربية.

إلى فخامة رئيس وزرائنا توفيق باشا أبو الهدى

تعليمات خاصة بمسألة الوحدة العربية: (1)

قد أطلعكم فخامة نوري باشا على ما يجب مما كان أساسا للمذاكرة بين الرئيسين المصري والعراقي في صدد الوحدة. (2)

إن ما اطلعنا عليه مما جرى بين رفعته وفخامته هو غاية ما يمكن ضمن تلك الدائرة. (3)

شرق الأردن تؤيد هذه المساعي المحمودة بكل تصميم. (4)

عني المرحوم الملك حسين بالبلاد العربية تلك البلاد التي تحدها من الغرب الحدود المصرية والبحران الأبيض والأحمر، ومن الشمال الولايات التركية ومن الشرق الحدود الإيرانية مستثنية الإمارات والسلطنات التي لها صلات عهدية بحكومة الهند وهي الأمير ابن سعود (يومئذ) وأمير البحرين وسلطان مسقط وسلاطين حضرموت ولحج. أما ولاية اليمن العثمانية ومتصرفية عسير وولاية الحجاز وإمارة شمر، وهي إمارة الرشيد ومركزها حائل، فكلها ضمن البلاد العربية المقصودة، ولا يخرج من هذا إلا أولئك الأمراء والسلاطين الذين لهم صلات عهد بالهند كما جاء آنفا، ومستعمرة عدن البريطانية والنواحي الست. (5)

لقد جاء في التحفظات البريطانية ذكر الساحل الغربي من بلاد الشام كمرسين وأضنه، وقد رضي المرحوم باعتبار مرسين وأضنه ليستا بعربيتين محضا. (6)

وبما أن البلاد الفلسطينية والسورية ساحلا وداخلا كانت الهدف من الثورة، فهي القضية التي ينبغي إذن الخروج منها بوحدة شاملة أو باتحاد تعاهدي؛ فبالمعنى الأول جعل المجموع حكومة واحدة بصبغة وفق ما جاء في قرار المؤتمر السوري 2 تموز 1919 والمبلغ للدول ذات العلاقة يومئذ من لدن الحكومة الفيصلية، وبالمعنى الثاني اتحاد تعاهدي يبقي الحكومات الإقليمية كما هي ويضمها في أمور تتعين لربط أجزائها بعضها ببعض تحت رئاسة واحدة. (7)

صفحه نامشخص