قالت: «أوه ... إنك لا تستطيع أن تخفي شيئا عني ... إنني أعرف معنى ابتسامتك هذه حق المعرفة.»
قال ولم يكن يدري بتاتا المراد: «ماذا تقولين؟»
وهنا قالت العمة المعجبة، وهي تخفض كثيرا من صوتها: «إنك تعني بها أنك لا تعتقد أن انحناءة إيزابيللا رديئة كجرأة إملي ... ولك الحق ... إنها لجريئة، ولا يمكنك أن تتصور مبلغ ألمي أحيانا من جرأتها، بل لكثيرا ما بكيت منها الساعات الطوال ... إن أخي العزيز طيب القلب غاية الطيبة، سليم النية كل السلامة، فلا يفطن إليها أبدا، ولو فطن فلا أشك في أن قلبه سينفطر ألما ... لوددت لو استطعت أن أحسب جرأتها مجرد اصطناع وتكلف ... أرجو أن تكون كذلك ...» وهنا أرسلت هذه العمة الودود زفرة عميقة، وهزت رأسها هزة اليائس المحزون.
وهمست مس إملي واردل لأختها: «إني واثقة من أن عمتي تتحدث عنا ... إني واثقة من ذلك كل الثقة ... إن الرغبة في الأذى والخبث بادية على وجهها ...»
وأجابت إيزابيللا قائلة: «أكذلك! ... هيم ... أي عمتي العزيزة!»
فقالت عمتها: «نعم يا حبيبتي الغالية!»
وأجابت إيزابيللا: «إنني أخشى كثيرا أن يمسك برد يا عمتي ... خذي منديلا من حرير فاربطيه حول رأسك الكبير الغالي ... يجب في الواقع أن تحرصي على صحتك، وتراعي سنك.»
وكانت هذه العبارة التي أطلقتها الفتاة ردا على ما قالته عمتها في حقها كلاما في محله، وكانت صحتها تستحقه فعلا، ولكنه بلغ من الحقد حدا لم يكن يحسن الالتجاء إليه، ولسنا نستطيع أن نتكهن بما كانت عمتها في غضبها مجيبة لو لم يغير المستر واردل موضوع الحديث، وهو لا يدري، بترديد ندائه على الغلام: «جو!»
وقال هذا السيد الشيخ: «لعنة الله على هذا الولد ... لقد عاد إلى النوم!»
وانثنى المستر بكوك يقول: «هذا غلام شاذ حقا ... أينام دائما على هذا النحو؟»
صفحه نامشخص