وتطلع المستر بكوك إلى القمر، وكان ضياؤه باهرا فقال: «ليلة صافية.»
وأجاب واردل قائلا: «هذه هي المصيبة ؛ لأنهما استغلا ضياء القمر فسبقانا، أما نحن فسوف نفقد كل مزايا هذا البزوغ وفائدته ... إذ لن تمضي ساعة أخرى حتى يتوارى نور القمر.»
فسأله المستر بكوك: «أظن أن المسير بهذا المعدل غير مستحب في الظلام، أليس كذلك؟»
وقال صاحبه بجفاء: «فعلا.»
وبدأ اضطراب المستر بكوك العابر يهدأ قليلا، فمضى يفكر في المتاعب والأخطار التي تكتنف هذه الرحلة التي أقدم بغير ترو عليها، ولكنه انتبه من تأملاته على صيحة الغلام الراكب فوق الحصان الذي في المقدمة، وهو يقول: «لو ... لو ... لو ... لو ...»
وعلى أثره صاح الغلام الثاني: «لو ... لو ... لو ... لو ...»
وتبعهما المستر واردل نفسه يصيح، في حماسة صيحتهما ذاتها، وقد أخرج رأسه ونصف جسمه من نافذة المركبة
وصاح المستر بكوك أيضا: «لو ... لو ... لو ...» مرددا النغمة عينها، وإن لم تكن لديه أقل فكرة عن معناها، أو الغرض منها، وفي وسط هذه «الصيحات» من السيدين والغلامين وقفت المركبة.
وسأل المستر بكوك: «ما الخطب؟»
وأجاب الشيخ واردل: «هنا باب ... وسنسمع شيئا عن الهاربين.»
صفحه نامشخص