مذکرات هدی شعراوی

هدی شعراوی d. 1367 AH
115

مذکرات هدی شعراوی

مذكرات هدى شعراوي

ژانرها

إنه يتعذر علينا أن نصدق أن جنابكم قد سعيتم هذا السعي إذ لم يقع حتى الآن ما يسوغ هذا الخوف؛ نعم إن بعض الصحف شرع من مدة يجسم الحالة ويظهر بمظهر المعادي لحركتنا لأسباب نجهلها حتى الساعة.

فإذا صح ما وقع في ظننا فإننا نرجو منكم يا جناب المعتمد أن تكذبوا هذه الشائعات الباطلة التي تصير موقف شعب حسبه ما لقي من أشياء بأن ينسب إليه خطأ لم يرتكبه وبإثارة الرأي العام عليه.

فإذا كنتم قد أوجستم شرا من هذه الروايات الباطلة التي لا يفتأ أعداؤنا يذيعونها عنا بجميع الطرق، ويشوهون الحقيقة خدمة لمصالحهم، فسعيتم هذا السعي الضار بقضيتنا والذي لا تستحقه، فإننا نناشدكم بإنصافكم وتنزهكم عن الأغراض، ونطلب أن توقفوا حكومتكم على الحقيقة التامة حالما تتبين على من تقع تبعة ما جرى.

ونرجو أن تتفضلوا فتبلغوا حكومتكم عن لساننا أن الشعب المصري الذي يقدس الضيافة، والذي عرف كيف يكسب عطف مواطنيك وإعجابكم في أعظم ساعات أزمته السياسية، إن هذا الشعب الشاعر بتبعاته دقة، وشدة، وحقوقه، سيظل أهلا لتلك العواطف إلى النهاية.

وتفضلوا يا جناب المعتمد بقبول احترامي الفائق.

هدى شعرواي

وفي 17 يونيو 1921، سلم وفد من السيدات احتجاجا إلى اللورد اللنبي، على أن يقوم بإبلاغ هذا الاحتجاج إلى الحكومة البريطانية. وقد جاء في هذا الاحتجاج:

في اليوم الثالث والعشرين من شهر ديسمبر، رأيتم لثروت باشا أن يؤلف وزارته ولبريطانيا العظمى أن تنفذ سياستها في مصر، وأن يلقى القبض على مختار الشعب «سعد باشا» وأن يرسل إلى المنفى من غير أي مراعاة لشيخوخته وحالته الصحية، ومن غير مبالاة بكرامة شعب هو زعيمه ورمز أمانيه، واحتقارا للعدالة وكل قانون بدون أي سؤال أو محاكمة أو حكم، أخذ سعد إلى عدن ومنها إلى جزيرة سيشل.

وارتفعت على إثر ذلك الاحتجاجات من كل ناحية تطلب لسعد إصلاح الظلم الذي ارتكب، وتطلب للأمة غسل الإهانة التي لحقت بشرفها، ولكن هذه الاحتجاجات الصادرة من شعب بأسره وصوت العدالة الصارخ وصوت الشرف المثلوم لم يستطع أن يحرك أولئك الذين لم يريدوا أن يصغوا إلا لصوت الشهوة والمصلحة.

والآن وقد ظهر تقرير رسمي بأن سعد باشا مريض، وأن جماعة من خيار الإنجليز قد طالبوا بإطلاق سراح هذا المنفي العظيم، فها نحن أولاء: سيدات مصر ننتظر بفارغ الصبر جواب الحكومة البريطانية.

صفحه نامشخص