يثرب مدني بياء واحدة مشددة والى غيرها مديني بنون بين يائين ثانيهما مشددة وقيل : اذا نسبت الانسان الى المدينة قلت مدني ، واذا نسبت اليها الطائر وغيره من الحيوان.
قلت : مدينى كلاهما بالضبط المتقدم.
وقال : أيضا تمدن الرجل ، تخلق باخلاق اهل المدن ، وانتقل من الخشونة والهمجية والجهل الى حالة الظرف والانس والمعرفة ، وقيل : مولدة ، انتهى بادنى تصرف للتوضيح.
فقوله : (أي محتاج في تعيشه الى التمدن وهو اجتماعه مع بني نوعه) يناسب المعنى الاخير وان كان ارجاعه الى المعنى الاول بتكلف ممكنا.
فإن قلت : ما فائدة هذا الاجتماع؟ قلنا : فائدته انهم (يتعاونون ويتشاركون في) كل ما يحتاجون اليه في (تحصيل) كل ما يتوقف عليه تعيشهم من (الغذاء واللباس والمسكن وغيرها) من آلات الصنايع ووسائل السفر ونحوها.
(وهذا): أي ما ذكر ، أي التعاون والتشارك في تحصيل ما ذكر (موقوف على ان يعرف) ويفهم (كل أحد صاحبه) الذي في وسعة اعانته والمشاركة معه في تحصيل (ما في ضميره) مما هو محتاج اليه. والتعريف والتفهيم لا يمكن إلا بآلة وسبب.
فإن قلت : يعرفه ويفهمه بالاشارة ، قلنا : (الاشارة) غير كافية إلا لتعريف المشاهدات الموجودة او ما هو بمنزلتها ، بداهة إستلزام الاشارة الحضور ، (و) إذا كان كذلك فهي (لا تفي ب إفهام
صفحه ۳۹