201

* (تنبيهات)

الاول : اختلف في قدر المعجز من القرآن ، فذهب بعض المعتزلة الى انه متعلق بجميع القرآن ، والآيتان السابقتان ترده.

وقال القاضي : يتعلق الاعجاز : بسورة ، طويلة كانت او قصيرة ، تشبثا بظاهر قوله تعالى : ( بسورة ).

وقال في موضع آخر : يتعلق بسورة ، او قدرها من الكلام ، بحيث يتبين فيه تفاضل قوى البلاغة.

قال : فاذا كانت آية بقدر حروف سورة ، وان كانت كسورة (الكوثر) فذلك معجز.

قال : ولم يقم دليل على عجزهم عن المعارضة ، في اقل من هذا القدر.

وقال قوم : لا يحصل الاعجاز بآية ، بل يشترط الآيات الكثيرة.

وقال آخرون : يتعلق بقليل القرآن وكثيره لقوله : ( فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين ).

قال القاضي : ولا دلالة في الآية ، لأن الحديث التام ، لا تتحصل حكايته في اقل من كلمات سورة قصيرة.

الثاني : اختلف في انه هل يعلم اعجاز القرآن ضرورة.

قال القاضي : فذهب أبو الحسن الاشعري ، الى ان ظهور ذلك على النبي (ص) يعلم ضرورة ، وكونه معجزا : يعلم بالاستدلال.

قال : والذي نقوله : ان الاعجمي لا يمكنه ان يعلم اعجازه ، الا استدلالا ، وكذلك من ليس ببليغ ، فاما البليغ الذي قد احاط بمذاهب العرب ، وغرائب الصنعة ، فانه يعلم من نفسه ضرورة عجزه

صفحه ۲۰۳