200

تمناه احد منهم.

وهذا الوجه ، داخل في الوجه الثالث ..

ومنها : الروعة التي تلحق قلوب سامعيه عند سماعهم ، والهيبة التي تعتريهم عند تلاوته ، وقد اسلم جماعة عند سماع آيات منه.

كما وقع لجبير بن مطعم ، انه سمع النبى (ص) يقرأ في المغرب بالطور ، قال : فلما بلغ هذه الآية : ( أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون الى قوله المصيطرون ) كاد قلبي ان يطير.

قال : وذلك اول ما وقر الاسلام في قلبى.

وقد مات جماعة عند سماع آيات منه ، افردوا بالتصنيف.

ثم قال : ومن وجوه اعجازه : كونه آية باقية ، لا يعدم ما بقيب الدنيا ، مع ما تكفل الله بحفظه.

ومنها : ان قارئه لا يمله ، وسامعه لا يمجه ، بل الاكباب على تلاوته : يزيده حلاوة ، وترديده يوجب له محبة.

وغيره من الكلام : يعادى اذا اعيد ، ويمل مع الترديد ، ولهذا : وصف (ص) القرآن : بانه لا يخلق على كثرة الرد.

ومنها : جمعه لعلوم ومعارف ، لم يجمعها كتاب من الكتب ، ولا احاط بعلمها احد في كلمات قليلة ، واحرف معدودة.

قال : وهذا الوجه داخل في بلاغته ، فلا يجب ان يعد فنا مفردا في اعجازه.

قال : والاوجه : ان التي قبله تعد في خواصه وفضائله ، لا اعجازه وحقيقة الاعجاز : الوجوه الأربعة الاول ، فليعتمد عليها.

صفحه ۲۰۲