معتمد بن عباد
المعتمد بن عباد: الملك الجواد الشجاع الشاعر المرزأ
ژانرها
وهذا نسق الحوادث كما روى صاحب نفح الطيب:
1
فأول ما ابتدأ به من ملوك الأندلس بنو هود، وكانوا بروطة - وهي قلعة منيعة من عاصمات الذرى، وماؤها ينبع من أعلاها، وفيها من الأقوات والذخائر المختلفات ما لا تفنيه الأزمان - فحاصرهم فلم يقدر عليها، ورحل عنها، وجند أجنادا على هيئة الفرنج وزيهم، وأمرهم أن يقصدوها ويغيروا عليها، وكمن هو وأصحابه بقرب منها.
فلما رآهم أهل القلعة استضعفوهم فنزلوا إليهم، ومعهم صاحب القلعة، فخرج عليه سير المذكور
2
وقبضه باليد وتسلم الحصن.
ثم نازل بني طاهر بشرق الأندلس، فأسلموا له البلاد ولحقوا ببر العدوة، ثم نازل بني صمادح بالمرية، ولها قلعة حصينة فحاصرهم وضيق بهم، ولما علم ابن صمادح الغلب أسف ومات غما، فأخذ القلعة واستولى على المرية وجميع أعمالها.
ثم قصد بطليوس، وكان بها المتوكل عمر بن محمد بن الأفطس - المتقدم ذكره - فحاصره وأخذه واستولى على جميع أعماله وماله.
ولم يبق له إلا المعتمد بن عباد فكتب للسلطان يوسف يعرفه بما فعل ويسأله مرسومه في ابن عباد، فكتب إليه يأمره أن يعرض عليه النقلة لبر العدوة بجميع الأهل والعشيرة، فإن رضي وإلا فحاصره وخذه وأرسل به كسائر أصحابه.
فواجهه وعرفه بما رسم به السلطان يوسف، وسأله الجواب، فلم يجب بنفي ولا إثبات.
صفحه نامشخص