وَإِذا أردنَا زِيَادَة إِيضَاح رأية نرْجِع إِلَى كتاب الفروق اللُّغَوِيَّة لنرى أَمْثِلَة مِنْهُ
الْفرق بَين التقريظ والمدح يكون للحى وَالْمَيِّت والتقريظ لَا يكون إِلَّا للحى وخلافه التأبين لَا يكون إِلَّا للْمَيت وأصل التقريظ من الْقرظ وَهُوَ شىء يدبغ بِهِ الْأَدِيم وَإِذا أدبغ بِهِ حسن وَصلح وزادت قيمَة فَشبه مدحك للْإنْسَان الحى بذلك كَأَنَّك تزيد من قِيمَته بمدحك إِيَّاه وَلَا يَصح هَذَا الْمَعْنى فِي الْمَيِّت وَلِهَذَا يُقَال مدح الله وَلَا يُقَال قرظه وم اجْتِهَاد أَبى هِلَال فِي هَذَا الْكتاب لإِظْهَار الْفرق بَين الْكَلِمَات إِلَّا ان لَهُ كتابين آخَرين يترف فيهمَا بالترادف وهما ١ - التَّلْخِيص فِي معرفَة أَسمَاء الْأَشْيَاء ٢ - المعجم فِي بَقِيَّة الْأَشْيَاء
فموقف أَبى هِلَال أَنه لَا يُوسع من دَائِرَة الترادف التَّام أما الترادف الجزئى فَلَا يمنعهُ بِحَال
يَقُول الدكتور رَمَضَان عبد التواب فرغم مَا يُوجد بَين لَفْظَة مترادفة وَأُخْرَى من فروق أَحْيَانًا فإننا لَا يَصح أَن ننكر الترادف مَعَ من أنكرهُ جملَة فَإِن إحساس الناطقين باللغة كَانَ يُعَامل هَذِه الْأَلْفَاظ مُعَاملَة المترادف فنراهم يفسرون اللَّفْظَة مِنْهَا بِالْأُخْرَى كَمَا روى عَن أَبى زيد الأنصارى أه قَالَ قلت لأعرابي مَا المحبنطىء قَالَ المتكأكىء قَالَ قلت مَا لمتكأكىء قَالَ المتأزف قَالَ قلت مَا المتأزف قَالَ أَنْت أَحمَق (٤)
1 / 19