التفسير، وعظم إطلاعه. يبين خطأ كثير من أقوال المفسرين. ويوهي أقولا عديدة.
وينصر قولا واحدًا، موافقًا لما دل عليه القرآن والحديث. ويكتب في اليوم والليلة من التفسير، أو من الفقه، أو من الأصلين، أو من الرد على الفلاسفة والأوائل: نحوًا من أربعة كراريس أو أزيد. قلت: وقد كتب " الحموية " في قعدة واحدة. وهي أزيد من ذلك. وكتب في بعض الأحيان في اليوم ما يبيض منه مجلد.
وكان ﵀ فريد دهره في فهم القرآن، ومعرفة حقائق الإيمان. وله يد طولي في الكلام على المعارف والأحوال والتمييز بين صحيح ذلك الزملكاني بخطه على كتاب " إبطال التحليل " للشيخ ترجمة لكتاب واسم الشيخ. وترجم له ترجمة عظيمة. وأثنى عليه ثناء عظيمًا.
وكتب أيضًا تحت ذلك:
ماذا يقولُ الواصفونَ له ... وصفاتُهُ جلَّت عن الحَصْرِ
هو حجةٌ للهِ قاهرةٌ ... هو بيننا أعجوبةُ الدَّهْرِ
هو آيةٌ للخلقِ ظاهرةٌ ... أنوارُها أربَتْ على الفَجْرِ
وللشيخ أثير الدين أبي حيان الأندلس النحوي - لما دخل الشيخ مصر واجتمع به - ويقال: إن أبا حيان لم يقل أبياتًا خيرًا منها ولا أفحل:
لما رأينا تقي الدين لاح لنا ... داع إلى الله فردًا، ماله وزر
على محياه من سيما الأولى صحبوا ... خير البرية نور دونه القمر
خبر تسر بل منه دهره صبرا ... بحر تقاذف من أمواجه الدرر
1 / 20