39

Muawiyah ibn Abi Sufyan: Commander of the Faithful and Scribe of the Prophet's Revelation - Dispelling Doubts and Refuting Fabrications

معاوية بن أبي سفيان أمير المؤمنين وكاتب وحي النبي الأمين ﷺ كشف شبهات ورد مفتريات

ناشر

دار الخلفاء الراشدين - الإسكندرية،مكتبة الأصولي - دمنهور

محل انتشار

مكتبة دار العلوم - البحيرة (مصر)

ژانرها

وقد تعجل واضعُه قذف ابن عمر بشرب الخمر عند اليهودي، ونسب عمر إلى أنه أحلفه بالله ليقر، وحاشى عمر، لأنه لو رأى أمارة ذلك لصدف عنها فإن ماعزًا لما أقر أعرض عنه رسول الله ﵌، فلما أعاد الإقرار أعرض عنه إلى أن قال له: «أَبِكَ جُنُونٌ» (١). وقد قال: «ادْرَءُوا الْحُدُودَ عَنِ الْمُسْلِمِينَ مَا اسْتَطَعْتُمْ» (٢)، وقال عمر لرجل أقر بذنب عند رسول الله ﵌: «لَقَدْ سَتَرَكَ اللهُ لَوْ سَتَرْتَ نَفْسَكَ». (٣). وكيف يُحَلّفُ عمر ولده بالله: هل زنيت؟ هذا لا يليق بمثله. وما أقبح ما زينوا كلامه عند كل سوط. وذلك لا يخفى عن العوام أنه صنعه جاهل سوقي. وقد ذكر أنه طلب ماء فلم يَسْقِه، وهذا قبيح في الغاية. وحكوا أن الصحابة قالوا: أخِّر باقى الحد، وأن أمّ الغلام قالت: «أحُجُّ عن كل سوط».وهذا كله يتحاشى الصحابة عن مثله. ومنام حذيفة أبرد من كل شيء. ثم شبهوا أبا شحمة برسول الله ﵌، ثم قذفوه بالفاحشة».اهـ كلام ابن الجوزي.

(١) رواه البخاري ومسلم. (٢) عَنْ عَائِشَةَ ﵂ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ الله ﵌: «ادْرَءُوا الْحُدُودَ عَنِ الْمُسْلِمِينَ مَا اسْتَطَعْتُمْ فَإِنْ كَانَ لَهُ مَخْرَجٌ فَخَلُّوا سَبِيلَهُ فَإِنَّ الإِمَامَ أَنْ يُخْطِئَ فِى الْعَفْوِ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يُخْطِئَ فِى الْعُقُوبَةِ». (رواه الترمذي وضعَّفه الألباني). (٣) عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِىِّ ﵌ فَقَالَ: «يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّى عَالَجْتُ امْرَأَةً فِى أَقْصَى الْمَدِينَةِ وَإِنِّي أَصَبْتُ مِنْهَا مَا دُونَ أَنْ أَمَسَّهَا فَأَنَا هَذَا فَاقْضِ فِىَّ مَا شِئْتَ». فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: «لَقَدْ سَتَرَكَ اللهُ لَوْ سَتَرْتَ نَفْسَكَ». ... قَالَ: فَلَمْ يَرُدَّ النَّبِىُّ ﵌ شَيْئًا، فَقَامَ الرَّجُلُ فَانْطَلَقَ فَأَتْبَعَهُ النَّبِىُّ ﵌ رَجُلًا دَعَاهُ وَتَلاَ عَلَيْهِ هَذِهِ الآيَةَ ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ﴾. فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: يَا نَبِىَّ اللهِ هَذَا لَهُ خَاصَّةً؟ قَالَ: «بَلْ لِلنَّاسِ كَافَّةً». (رواه مسلم).

1 / 41