251

Muawiyah ibn Abi Sufyan: Commander of the Faithful and Scribe of the Prophet's Revelation - Dispelling Doubts and Refuting Fabrications

معاوية بن أبي سفيان أمير المؤمنين وكاتب وحي النبي الأمين ﷺ كشف شبهات ورد مفتريات

ناشر

دار الخلفاء الراشدين - الإسكندرية،مكتبة الأصولي - دمنهور

محل انتشار

مكتبة دار العلوم - البحيرة (مصر)

ژانرها

أميره في بيت الله، وعدّ ذلك من الفساد في الأرض، فلمعاوية العذر، وقد كلمته عائشة في أمره حين حج، فقال لها: «دعيني وحجرًا حتى نلتقي عند الله» (١).
وأنتم معشر المسلمين أولى أن تدعوهما حتى يقفا بين يدي الله ﷿.
٤ - وأما قضاء معاوية ﵁ في حجر ﵁ وأصحابه، فإنه لم يقتلهم على الفور، ولم يطلب منهم البراءة من علي ﵁ كما تزعم بعض الروايات الشيعية (٢)، بل استخار الله ﷾ فيهم، واستشار أهل مشورته، ثم كان حكمه فيهم.
والحجة في ذلك ما يرويه صالح بن أحمد بن حنبل بإسناد حسن عن ابن عياش قال: حدثني شرحبيل بن مسلم قال: «لما بُعِث بحجر بن عدي بن الأدبر وأصحابه من العراق إلى معاوية بن أبي سفيان، استشار الناس في قتلهم، فمنهم المشير، ومنهم الساكت.
فدخل معاوية منزله، فلما صلى الظهر قام في الناس خطيبًا فحمد الله وأثنى عليه، ثم جلس على منبره، فقام المنادي فنادى: أين عمرو بن الأسود العنسي، فقام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «ألا إنا بحصن من الله حصين لم نؤمر بتركه، وقولك يا أمير المؤمنين في أهل العراق ألا وأنت الراعي ونحن الرعية، ألا وأنت أعلمنا بدائهم، وأقدرنا على دوائهم، وإنما علينا أن نقول: ﴿سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ﴾ (البقرة:٢٨٥).
فقال معاوية: «أما عمرو بن الأسود فقد تبرأ إلينا من دمائهم، ورمى بها ما بين عيني معاوية».
ثم قام المنادي فنادى: «أين أبو مسلم الخولاني»، فقام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «أما بعد فلا والله ما أبغضناك منذ أحببناك، ولا عصيناك منذ أطعناك، ولا

(١) العواصم من القواصم (ص ٢١٩ - ٢٢٠).
(٢) انظر: تاريخ الطبري (٥/ ٢٥٦ - ٢٥٧، ٢٧٥).

1 / 269