منهج الاعتدال
منهج الاعتدال
ناشر
دار التابعين بالرياض
محل انتشار
٢٠٠٢
ژانرها
الإسلام دين الحق، والعدل والسلام:
لقد كان الإسلام وما يزال دين الحق والوئام، ودين العدل والسلام.
وذلك من وجوه كثيرة أهمها ثلاثة:
الوجه الأول:
أنه من لدن عليم خبير، حكيم قدير.
فمن كان عليمًا خبيرًا، وضع دينًا عظيمًا دقيقًا، ومن كان قديرًا حكيمًا، وضع تشريعًا قويمًا حكيمًا يناسب كل زمان، ويوافق طبيعة كل إنسان، وينشر العدل والإحسان، في كل صعيد وكل مكان ﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾ [إبراهيم: ٢]. أفلا يعلم العليم الخبير بأحوال العباد الذين خلقهم، ما يصلحهم وما يفسدهم؟ !
قال تعالى: ﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ [الملك: (٦٧)].
أفلا يضع القدير الحكيم، دينًا قيمًا، وتشريعًا حكيمًا، يصلح أحوالهم، ويناسب حياتهم ومعاشهم؟ ! ﴿وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ﴾ [النحل: ٦٠]. فحري حينئذ بمن عمل بتشريع الحكيم العليم أن يوفق للحياة الطيبة ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً﴾ [النحل: ٩٧].
ولهذا توافقت شريعة الإسلام، وسنن الله الكونية، وفطرة الإنسان الخلقية، توافقًا عجيبًا، وانسجمت انسجامًا بديعًا ﴿أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ﴾ [الأعراف: (٥٤)]. فمن خلق فهو أحق بوضع تشريع لخلقه يناسبهم، وإنزال أوامر لعباده تصلحهم، كيف لا؟ ! وهو ﷿ الذي فطرهم، وخلق سنن الكون، وهو الذي يعلم ما يوافقهم وينافرهم، ويعلم سرهم وحوائجهم، ونياتهم وأحوالهم.
وقال تعالى: ﴿قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ...﴾ [الفرقان: (٢٥)].
الوجه الثاني:
1 / 17