مصر در آغاز قرن نوزدهم ۱۸۰۱–۱۸۱۱ (بخش اول)
مصر في مطلع القرن التاسع عشر ١٨٠١–١٨١١م (الجزء الأول)
ژانرها
أصول السياسة الإنجليزية
وترتد هذه السياسة الإيجابية في أصولها القريبة إلى معاهدة التحالف التي أبرمتها إنجلترا مع تركيا في 5 يناير 1799، والتي كان سبب عقدها - كما ذكرنا - رغبة الإنجليز في إخراج الفرنسيين من مصر، ثم إبطال مشروعات بونابرت في الشرق، وفي هذه المعاهدة ضمن كلا الطرفين المتعاقدين أملاك الآخر، وتعهد جورج الثالث ملك إنجلترا بضمان جميع ممتلكات الإمبراطورية العثمانية دون استثناء ما وكما كانت قبل الغزو الفرنسي لمصر، ومعنى ذلك تعهد الإنجليز بإرجاع مصر إلى تركيا بعد طرد الفرنسيين منها، وأن أمر الدفاع عن هذه البلاد سوف يكون عندئذ موكولا للعثمانيين.
وبدأت القوات الإنجليزية والعثمانية العمليات العسكرية ضد العدو المشترك، وكان في أثناء هذه العمليات أن نبتت فكرة الاعتماد على المماليك في الدفاع عن البلاد بعد ذهاب جيش الشرق وبعد ذهاب الإنجليز أنفسهم، ثم التوسط لدى الباب العالي صاحب السيادة الشرعية على مصر، والذي تعهد الإنجليز بموجب معاهدة التحالف معه على إرجاع البلاد إليه، وذلك من أجل الوصول إلى اتفاق بينه وبين المماليك يترتب عليه تهيؤ هؤلاء الأخيرين للدفاع عن مصر، وقد ارتبطت مسألة الدفاع عن مصر بالبحث كذلك في نوع الحكومة المستقرة التي تجب إقامتها والتي يكفل تأسيسها نفسه بقاء سيطرة العثمانيين في البلاد فلا يطردون منها مرة ثانية إذا حدث غزو أجنبي آخر، ومن ناحية فرنسا ذاتها التي يعمل الحلفاء الآن على إخراج جيشها.
وكان مبعث هذا التفكير أن القواد الإنجليز فقدوا كل ثقة في قدرة العثمانيين بفضل ضعف جيوشهم وانعدام النظام بين صفوف الجند، وعجز قوادهم وضباطهم، واعتقدوا كذلك أن أدواء الانحلال المتفشية في الإمبراطورية العثمانية لا سبيل إلى علاجها، بل سوف تقضي عليها، فبدلا من إزالة المساوئ التي تمنع من تشكيل جيش نظامي قوي يستطيع الدفاع عن مصر، صار من المتوقع - في نظرهم - أن تفقد الإمبراطورية العثمانية أملاكها وتفقد مصر ذاتها، التي تصبح عندئذ من نصيب فرنسا الطامعة أبدا في امتلاكها، والتي لن تفتر لها همة - حتى بعد هزيمتها وخروجها منها - في العمل على العودة إليها.
فكان من وقت نزول الجيش البريطاني في الأراضي المصرية أن علت شكوى السير «رالف أبر كرومبي» قائد قواته البرية والأميرال «كيث
Keith » قائد قواته البحرية، من عدم تعاون الأتراك معهم ومساعدتهم لهم، وأبلغ اللورد «إلجين
Elgin » السفير الإنجليزي بالقسطنطينية حكومته تذمر هذين القائدين وخيبة أملهما في الحلفاء العثمانيين، وقال السفير عندئذ (9 فبراير 1801) إنه يرى لزاما عليه فعل ذلك حتى يكون لدى حكومته فكرة صحيحة عندما يحين الوقت - بعد انتهاء الحرب - للبحث في المسائل المتعلقة، ليس فقط بمصر وحدها من حيث ارتباط حكومته بواجب إرجاعها إلى تركيا، بل وبالإمبراطورية العثمانية ذاتها التي توافرت الأدلة على انحلالها، ومنها ضعف جيش الصدر الأعظم يوسف ضيا باشا الذي نقصت قواته من الأربعة عشر ألفا إلى الاثني عشر ألفا بالرغم من تقويته بالإمدادات من الرجال والمؤن، بفرار رجاله وانضمامهم إلى جيش باشا عكا أحمد الجزار الذي جمع قوات عظيمة، ومنها خروج «باشوان أوغلو
» الملقب «ببونابرت الشرق»، على طاعة السلطان، والذي وقعت الرومللي والبغدان
Moldavia
تحت سيطرته وعاث فيهما فسادا وتخريبا، ومنها طرد شريف مكة لكل العمال والضباط الأتراك، ثم ما فعله باشوات بغداد وحلب وغيرهم من الحكام البعيدين الذين هم في ثورة فعلية اعترفت بها السلطنة إذعانا للأمر الواقع بضعفها وعجزها.
صفحه نامشخص