253

مصر در آغاز قرن نوزدهم ۱۸۰۱–۱۸۱۱ (بخش اول)

مصر في مطلع القرن التاسع عشر ١٨٠١–١٨١١م (الجزء الأول)

ژانرها

قد ذهب بحملة إلى كرفو؛ لتموينها بالأغذية وعتاد الحرب الكثير (فبراير-أبريل 1808)؛ ولذلك لم يكن مستحيلا إرسال حملة إلى مصر، إما من «تارنتو» وإما من «كرفو»، بل إن أمر هذه الحملة سوف يكون أكثر سهولة من أمر تلك التي خرجت من طولون إلى الشواطئ المصرية في مايو 1798، بل حدث فعلا أن وصلت إلى الإسكندرية في 2 مارس 1808 إحدى سفن الحرب الفرنسية من نوع الشباك، تدعى «سربان»

Serpent ، خرجت من جنوة، واستطاعت الإفلات من رقابة الأسطول الإنجليزي، مما نهض دليلا على أن في وسع أسطول طولون المرور بسلام، وبلوغ الشواطئ المصرية.

على أن انشغال الإمبراطور بالحرب الدائرة في إسبانيا، ثم إعلان النمسا الحرب على فرنسا في 6 أبريل 1809، اضطر نابليون إلى إرجاء هذه الحملة، ومع أنه انتصر على النمساويين في معركة «واجرام»

Wagram

المشهورة في 6 يوليو من العام نفسه؛ فقد انشغل بطلاقه من «جوزفين يوهارنيه» والزواج من سليلة الأباطرة «ماري لويز» ابنة إمبراطور النمسا فرنسيس الثاني (11 مارس 1810)، وظهر كأنما سوف يصبح نابليون نفسه وريثا للأباطرة، ومنذ 17 فبراير من العام نفسه كان قد صدر قرار بضم الولايات البابوية إلى الإمبراطورية الفرنسية، وإعلان «رومة» المدينة الثانية للإمبراطورية، وبأن يحمل ولي العهد لقب ملك رومة، «وأن يتوج الأباطرة في كنيسة القديس بطرس برومة بعد تتويجهم في كنيسة نوتردام بباريس»، على أن يحدث ذلك قبل السنة العاشرة من الحكم؛ أي في عام 1813 أو 1814، وفي 20 مارس 1811 ولد «ملك رومة» وريث عرش هذه الإمبراطورية.

ولم يكن هناك معدى عن أن تحتل مصر مكانا ظاهرا في كل مشاريع «الإمبراطورية»؛ لأنه - كما قال المؤرخ «دريو»

Driault : «لا يمكن فهم فكرة الإمبراطورية بدون الشرق، ولا الشرق بدون مصر.» وقد تساءل «دريو» عن السبب الذي حدا بنابليون لتحديد عام 1813، أو عام 1814 للتتويج في رومة، ففسر هذا بقوله: «إن الإمبراطور كان يتوقع الانتصار على روسيا في حملة 1812، فيصبح من هذا الحين سيدا على الشرق كما حدث ل «قيصر» بعد واقعة «فرساليا» وعودته من مصر، وكما حدث ل «أوغسطوس» بعد واقعة «أكتيوم» وعودته من مصر كذلك، وهكذا فإنه بكونه سيدا على الشرق كما هو سيد على الغرب، يكون قد أكمل تشييد صرح الإمبراطورية، ويتسنى له عندئذ أن يتوج في «الكابيتول» بتاج الأباطرة الرومانيين، ولقد صارت رومة تستعد لاستقباله.»

وعلى ذلك، فقد ظل الإمبراطور متمسكا بضرورة إرسال حملة إلى مصر، فأصدر قرارا في 15 يوليو 1810، بإصدار أسطول من الناقلات في البحر الأبيض، وفي 17 سبتمبر من العام نفسه كتب إلى «ديكريه» بشأن هذا الأسطول، فرجاه أن يخبره بما تم في أمره وما يستطيع نقله؛ لأنه يريد أن ينقل إلى مصر خمس فرق من الجنود، تتألف كل منها من ثماني «أورط» أو ستة آلاف رجل، ومجموع ذلك ثلاثون ألف جندي من المشاة، عدا أربعة آلاف من رجال المدفعية وسلاح المهندسين، وستة آلاف من الفرسان، والمجموع الكلي أربعون ألفا، وهذا إلى جانب خمسمائة عربة مدفع، وألفين من الخيول للمدفعية وللفرسان. ثم إنه تحدث بعد ذلك عن أسطول بولوني، وشربورج، واختتم كتابه بقوله: «وتلك هي خطتي للعمليات العسكرية لعام 1812، وإني في انتظار التقرير الذي سوف تقدمه إلى المجلس التالي، وينبغي الأخذ بعين الاعتبار أن هذه النتيجة هي ما يجب الوصول إليها.»

وعاد نابليون للموضوع نفسه بعد ذلك، فكتب في 8 مارس 1811، أنه إذا اتضح في عام 1812 أن الظروف ملائمة، «ففي عزمي القيام بحملة صقلية، أو حملة مصر في البحر الأبيض، و«أبغي» أن أفعل كل ما هو ضروري لجعل أساطيلي عند مصب «ألاسكو» وفي طولون، تبدو في مظهر يقذف الرعب والهلع في النفوس.» ثم قال: «ومن الواجب أن يكون بطولون كل ما لا غنى عنه لإنفاذ حملة إلى مصر.» وطلب إلى «ديكريه» أن يعد له تقريرا بالنوع الأكثر ملاءمة من سفن الحرب «أولا: لاعتلاء النيل، وثانيا: للدخول في البحيرات بجوار أبي قير».

ذلك كان «سر نابليون».

صفحه نامشخص