وهذا العهد الذي جعله على نفسه، نقضه وغدر في أول عبارة (١) وما بعدها، و" «لكل غادر لواء يوم القيامة» "، وسيجزيه الله ما وعد به أمثاله من المعادين لأوليائه، الطالبين العنت للبرآء.
قال المعترض نقلًا عن الشيخ: (قال في المواضع التي تكلَّم بها (٢) على السيرة - بعد كلام له سبق -: " فإذا عرفت هذا عرفت أن الإنسان لا يستقيم له إسلام ولو وحَّد الله تعالى وترك الشرك، إلا بعداوة [١٥] المشركين؛ والتصريح لهم بالعداوة والبغضاء، كما قال تعالى: ﴿لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾ [المجادلة: ٢٢] الآية [المجادلة -٢٢] .
قال: فإذا فهمت ذلك فهما جيدًا عرفت أن كثيرًا ممن يدَّعون الدين لا يعرفونها، وإلا فما الذي حمل المسلمين (٣) على الصبر على ذلك العذاب وإلا سر والضرب والهجرة إلى الحبشة " إلى آخر كلامه.
قال المعترض: فنقول أولًا: ينظر في هذا الكلام وتأصيله، فيقال: من هم هؤلاء الكفار أهل (٤) الشرك الذين هم ككفار قريش والحبشة، الذين يجعلون الله ثالث ثلاثة وأشباههم كأهل الكتاب وعبدة الأوثان، الذين نهيت عن موادتهم وكفرت بها، وأُنزلَت عليهم الآية الكريمة لديك: أتُراهم أمة محمد ﷺ المتقدم ذكرهم، الذين قد عمروا المدارس في أقطارهم
_________
(١) في (ح): " عبادة "، وهو خطأ مطبعي.
(٢) في (ق): " فيها ".
(٣) في (ح): " المسلمون "، وهو خطأ.
(٤) في (ق) و(م): (وأهل) .
1 / 68