ولم أحمل النعماء لابن شعوب
أراد أنه خير بين خزي الفرار - وكان رئيس القوم - وبين الصبر، حتى أنقذه ابن شعوب؛ فاضطر إلى أن يعرف له النعمة، ويشكر له الصنيعة، على ما في ذلك من المشقة والكلفة.
ومنهم من يرى في الشكر لذة، وفي الكفر ألما، فهو ينأى بنفسه عن ألم الكفر، وما يورث من نقص المروءة، وهو يمعن في الشكر، ويغالي بالنعمة التي أسديت إليه.
وقد قال العباس الصولي يشكر عمرا بن مسعدة:
سأشكر عمرا ما تراخت منيتي
أيادي لم تمنن وإن هي جلت
رأى خلتي من حيث يخفي مكانها
فكانت قذى عينيه حتى تولت
فتى غير محجوب الغنى عن صديقه
ولا مظهر الشكوى إذ النعل زلت
صفحه نامشخص