============================================================
بيدي ، على أني إن سوفت عمل اليوم إلى غد. . فعمل غد متى أعمله ؟ فإن لكل يوم عملا: ثم يأمره بالعجلة فيقول له : عجل عجل لتفرغ لكذا وكذا ، فإن عصمه الله تعالى. . رده(1) ؛ بأن قال : قليل العمل مع التمام خير من كثيره مع النقصان .
ثم يأمره بإتمام العمل مراءاة للناس، فإن عصمه الله تعالى. . رده؛ بأن قال : ما الذي أعمل بمراءاة الناس ؟ أفلا تكفيني رؤية الله تعالى ؟
ثم يريد أن يوقعه في العجب فيقول : ما أعقلك وأيقظك ! فإن عصمه الله تعالى.. رده؛ بأن قال : المنة لله تعالى في ذلك دوني، وهو الذي خصني بتوفيقه، وجعل لعملي قيمة عظيمة بفضله، ولولا فضله.. فماذا كان قيمة هذا العمل في جنب نعمة الله تعالى علي وجنب معصيتي له ؟
ثم يأتيه من وجه سادس، وهو أعظئها، ولا يقف عليه إلأكل متيقظ ، وهو أن يقول : أجتهذ أنت في السر ؛ فإن الله تعالى سيظهره عليك، ويلبس كل عامل عمله، وأراد بذلك ضربا من الرياء ، فإن عصمه الله تعالى. . رده ؛ بأن قال : يا ملعون؛ إلى الآن كنت تأتيني من وجه إفساد عملي ، والآن تأتيني من وجه إخلاصه لتفسده، إنما أنا عبد الله تعالى، وهو سيدي، إن شاء.. أظهر، وإن شاء.. أخفى، وإن شاء.. جعلني خطيرا، وإن شاء.. جعلني حقيرا، وذلك إليه ، وما أبالي إن أظهر ذلك للناس أو لم يظهزه ؛ فليس بأيديهم شيء.
ثم يأتيه من وجه سابع ويقول : لا حاجة لك إلى هلذا العمل؛ لأنك إن خلقت سعيدا.. لم يضرك ترك العمل، وإن خلقت شقيا.. لم ينفغك فعله، فإن عصمه الله تعالى. . رده؛ بأن قال : إنما أنا عبد ، وعلى العبد أمتثال الأمر لعبوديته، والرث أعلم بربوبيته، يحكم ما يشاءآ، ويفعل ما يريد ، ولأنه ينفعني العمل كيفما كنث ؛ لأني إن كنث سعيدا. . أحتجت إليه لزيادة الثواب ، وإن
صفحه ۹۳