============================================================
العقبة الثانية وهي عقبة التوبة ثم عليك يا طالب العبادة - وفقك الله- بالتوبة ، وذلك لأمرين : أحذهما: ليحصل لك توفيق الطاعة ؛ فإن شؤم الذنوب يورث الحرمان ، ويعقب الخذلان، وإن قيد الدنوب يمنع من المشي إلى طاعة الله عز وجل والمسارعة إلى خدمته ؛ لأن ثقل الذنوب يمنع من الخفة للخيرات ، والنشاط في الطاعات، وإن الإصرار على الذنوب يسؤد القلوب، فتجدها في ظلمة وقساوة، ولا خلوص فيها ولا صفاوة، ولا لذة ولا حلاوة، وإن لم يرحم الله تعالى.. فستجر صاحبها إلى الكفر والشقاوة.
فيا عجبا كيف يوفق للطاعة من هو في شؤم وقسوة؟! وكيف ئدعى إلى الخدمة من هو مصر على المعصية والجفوة ؟! وكيف يقرب للمناجاة من هو متلطخ بالأقذار والنجاسات ؟! ففي الخبر عن الصادق المصدوق رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إذا كذب العبد.. تنخى الملكان عن نتن ما يخرج من فيه "(1)، فكيف يصلح هذذا اللسان لذكر الله عز وجل ؟1 فلا جرم لا يكاد يجذ المصو على العصيان توفيقا، ولا تخفت أركانه لعبادة الله تعالى، وإن أتفق. . فبكد لا حلاوة معه ولا صفوة، وكل ذلك لشؤم الذنوب وترك التوبة ، ولقد صدق من قال : (إذا لم تقو على قيام الليل وصيام
صفحه ۵۴