============================================================
هو: جزم الذهن بالحكم، ثم إن طابق ذلك الحكم ما في نفس الأمر - كاعتقادنا -..
فصحيح، وإلا- كاعتقادهم-. فباطل (لا نص فيه) آي: في إثباته، وعبر ب( النص) وهو : ما لا يحتمل لفظه غير معنى واحد معين؛ بأن خلا عن الاحتمالات العشر المقررة في محلها، دون الدليل الأعم من ذلك ؛ لأن الاعتقاديات لا يكفي فيها الدليل الظني (ادعاء) أي : باطل؛ لأنه اختراع في الدين بمجرد التشهي ، وكالنص حكم العقل القطعي، فالاعتقاد المستند إليه صحيح وإن لم يرد فيه نص، بل لو ورد النص بخلافه. وجب تأويل النص إليه، كآيات الصفات وأحاديثها؛ إذ ظاهرها محال على الله تعالى عقلا، فوجب صرفها عنه بتأويلها بما يوافق العقل: وأتكر جمع متأخرون من الحتابلة تأويلها؛ لزللهم باعتقاد ظواهرها من التجسيم أو الجهة، وأطالوا في ذلك بما كان سببا لمحقهم وسحقهم في الدنيا والأخرة.
والدهاوى ما لم تقيموا عليها بينات أبناؤها أذعياء (والدعاوى) التي تقولون بها معشر اليهود والنصارى، بفتح الواو وكسرها كالفتاوي (ما) مصدرية ظرفية (لم تقيموا عليها بينات) أي : أدلة قطعية؛ لأن الكلام في الاعتقاديات وهي لا يفيد فيها الظن (أبناؤها) أي : نتائجها (أدعياء) أي : باطلة، و(الدعي) في الأصل: من ينتسب إلى شخص بالكذب، ومن يتبناه الإنسان وليس بابن له وإن عرف نسبه شبه دعاويهم بوطء الزنا، بجامع فساد كل وقبحه وعدم الاعتداد بما ينشأ عنه ؟
لأنه ناشىء عن أصل فاسد، وهذذا استعارة بالكناية، ثم خيل لها بذكر ما هو من لوازم المشبه به الذي هو وطء الزنا، وهم الأبناء الذين هم نتيجته، ثم رشح لها بذكر الأدعياء المناسب للمشبه به وبين (الأدعياء) و( الدعاوى) تجنيس الاشتقاق وشبهه، ك( خلطوها) و( الخلطاء)، و(الصفات) و(وصفه) الأتيان: وفي النظم القياس الاقتراني ، المركب من مقدمتين حمليتين ، المنتج إنتاج الشكل
صفحه ۳۵۴