============================================================
حال كونها(1) واصلة إليك على لسان الملك ، أو بالإلقاء في الروع ، أو بخلق العلم الضروري، أو بسماع الكلام النفسي: (من) فيض (عالم الغيب) مصدر وصف به للمبالغة بمعنى اسم الفاعل؛ آي: الغائب، وهو ما لم يشاهد، للكن بالنسبة إلينا، وأما بالنسبة إليه تعالى فالكل من عالم الشهادة، لا المفعول ؛ أي : المغيب، خلافا لمن زعمه ؛ لأن غاب لازم، وخص بالذكر على حد قوله تعالى: { عللم الغيب فلا يظهر على غيبهه أمدا...) الآية؛ لأن العلم به أفخم وأظهر، ولأن اكثر علوم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم تتعلق بالمغيبات ، بدليل : " فعلمت علم الأولين والاخرين " في الحديث المشهور، ولأنه تعالى اختص به، لكن من حيث الإحاطة والشمول؛ لعلمه بالكليات والجزئيات، فلا ينافي ذلك إطلاع الله تعالى لبعض خواصه على كثير من المغيبات حتى من الخمس التي قال فيهن صلى الله عليه وسلم : في خمسي لا يغلمهن إلا آلله تعالى"(2) لأنها جزئيات معدودات لا غير، وإنكار المعتزلة لذلك مكابرة، فقد وقع للأنبياء والأولياء من ذلك ما لا يمكن عده، لا سيما ما وقع لنبينا صلى الله عليه وسلم، وسيأتي بسط جملة مما أخبر به صلى الله عليه وسلم من المغيبات في شرح قوله: . وكم أخ رج خبهأله الغيوب خباء وجملة مما يتعلق بإنكار المعتزلة أواخر الكتاب: (ومنها) أي: العلوم بمعنى المعلومات، وهو متعلق بالأسماء (لآدم) أبي البشر صلى الله عليه وسلم، وأصله: أأدم، لكنهم لينوا الثانية تخفيفا، وجعلوها في التصغير واوآ نظرا لتليينها ، من الأدمة بالسكون أو الفتح، أو من أديم الأرض كما صح (1) اي : العلوم.
(2) أخرجه البخاري (50) ، ومسلم (9)، وابن ماجه (64)، وأحمد (354/5) (3) أخرجه الحاكم (380/2)
صفحه ۳۰