============================================================
عامة لجميع الخلق، فهو نبي الأنبياء، ولذا كانوا كلهم يوم القيامة تحت لوائه صلى الله عليه وسلم واستعارة (المصباح) للفضل المبني على تشبيهه ببيت واسع يحتاج الناس إلى دخوله، و(سراج) فيه استعارة بالكناية تتبعها استعارة تخييلية، واستعارة السراج الذي يستمد منه الأضواء لنبينا صلى الله عليه وسلم؛ لأنه الذي يستمد منه الكمالات بأسرها، وآثره على القمرين؛ لأنه يستمد منه الأضواء بسهولة، وتخلفه فروعه فتبقى بعده ، والضوء الذي هو أعلى من النور بدليل : جعل الشمس ضيله والقمر نورا} لصفات الكمال استعارة مصرحة، بجامع أن كلأ من الضوءين المعقول والحسي يهدي إلى المقصود، وأيضا الكمالات الدينية تنور الظاهر والباطن.
لك ذاث العلوم من عالم الغي ب ومنها لآدم الأشماء (لك) لا لغيرك (ذات) أصلها مؤنث ذو المقتضية لموصوف، واللازمة للإضافة غالبأ، كرجل ذي مال، ثم استعملوها استعمال الأسماء المستقلة بمعنى فقالوا : ذات قديمة، ونسبوا للفظها فقالوا : ذاتي، وقد تستعمل بمعنى نفس الشيء وحقيقته كما هنا، وكما في قول خبيب رضي الله عنه : (وذلك في ذات الإلكه) (العلوم) جمع علم، وهو هنا : صفة يتجلي بها المذكور لمن قامت به انجلاء تاما، أو الادراك الجازم الذي لا يحتمل النقيض، وحد بحدود أخرى كلها مدخولة أيضا، وترادفه المعرفة، لكن لا يقال لله: عارف؛ لأنها تستدعي سبق جهل، بخلاف العلم واليقين، لكن فرق بينهما بعض المحققين بأن اليقين خاص بما من شأته أن يتطرق إليه شك، فلا يقال : تيقنت أن الواحد نصف الاثنين وقال الراغب : (اليقين من صفة العلم فوق المعرفة والدراية وأخواتها، يقال : علم يقين، ولا يقال: معرفة يقين، وهو سكون النفس مع ثبات الحكم)(1) (1) مفردات ألفاظ القرآن (ص 892) ي سرى راهت
صفحه ۲۹