============================================================
فدعاه فسقط إليه ، ثم قال : "أزجع" فعاد، فأسلم الأعرابي: تنبيه: علم من كلام الناظم على مولده صلى الله عليه وسلم وما بعده: أن من دلائل نبوته ما وجد في كتب الله من نعته وخروجه بأرض العرب، وما ظهر بين يدي مولده ومبعثه من العجائب المبطلة لسلطان الكفر والمنوهة بشرف العرب، كقصة الفيل وما حل بأصحابه، وخمود نار فارس وما ذكر معها، وما سمع من الهواتف الصارخة بأوصافه صلى الله عليه وسلم، وانتكاس الأصنام المعبودة على وجوهها من محالها فيه من غير فعل فاعل مع شدة ثباتها وإحكامها، وما سبق بعضه من العجائب التي ظهرت أيام رضاعه وبعده إلى بعثته واتباع الخلق له، مع أنه لم يكن له مال يطمع فيه ولا قوة يقهر بها الرجال مع ما كانوا عليه من محبة الأصنام والمبالغة في الحمية لها بالمقاتلة وشن الغارات، لا يجمعهم ألفة دين، ولا يمنعهم عن سوء أفعالهم النظر في عاقبة ولا خوف لانمة، فألف صلى الله عليه وسلم بين قلوبهم، وجمع كلمتهم حتى اتفقت الاراء، واجتمعت القلوب، فصاروا يدأ واحدة على من سواهم، وهجروا أوطانهم وأهاليهم في محبته، وبذلوا مهجهم لنصرته، ونصبوا وجوههم لوقع السيوف في اعزاز كلمته بلا دنيا أفاضها عليهم في العاجل، ولا عز في الاجل أطمعهم في نيله يتحرونه، بل كان صلى الله عليه وسلم من شأنه أن يجعل الغني فقيرا، والشريف أسوة الوضيع، فهل يلتثم مثل هلذه الأمور من قبل اختيار عقلي أو تدبير فكري ؟! لا والذي بعثه بالحق تبيا إنما ذلك أمر إلهي وتأييد سماوي تعجز عن بلوغه قوى البشر، ولا يقدر عليه إلا من له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين وبهذا الذي ذكرته يتضح تعقيب الناظم لما مر بقوله : 64 ويح قؤم جفؤا نبيا بأرض ألفته ضبابها والظباء (ويح) منصوب بفعل محذوف، أو بحرف النداء؛ آي: يا ويح، على حد: يلحسرة على العباد} أي : احضري هلذا وقتك ، كذا قيل، والذي صرح به الأثمة : أله حيث كان المصدر بدلا من اللفظ بفعله. وجب نصبه وحذف عامله
صفحه ۱۲۴