من حي الى ميت: الى اخي
من حي إلى ميت: إلى أخي
ژانرها
إن الحق في كل العصور واحد لا يتجزأ، هكذا جوهر الدين واحد أيضا؛ لأنه الحق بعينه.
ولهذا السبب أصبحت مؤمنا بأن كل من اعتصم بحبل الحق هو من ديني، وأنا من دينه.
وكل من كان حليما صادقا كريما نبيلا، محسنا يعفو عند المقدرة، ويغض الطرف عن الإساءة، غير متعصب ولا متحزب لدين ولا لأخ أو نسيب، أو لفئة من الفئات إلا للحق وحده، فهو من ديني وأنا من دينه.
وكل من يصوم ويصلي ويذكر الله كثيرا، ويسجد في الكنائس والجوامع والخلوات، ولا يقرن الصوم بحسن النية وطهارة الضمير، والصلاة بالعمل الطيب والمحبة الخالصة لجميع الناس على اختلاف أجناسهم ومذاهبهم، فهو ليس من ديني ولا أنا من دينه.
لأن ديني يقوم بالأعمال لا بالأقوال، وبالتساهل لا بالتعصب، وبالمحبة والتضحية لا بالبغضاء والعداوة.
وأما معظم الناس - وخصوصا في الشرق - فيفهمون الدين بأنه لا يقوم إلا بالتعصب الذميم، وبالعداء المستحكم لكل من لا يؤمن به، وبكثرة الصوم والصلوات والعبادات، ولا يفتكرون بالحق الراهن إلا قليلا.
الرسالة الواحدة والأربعون1
من حوادث الحياة: الصوم
يا أخي:
منذ يومين ابتدأ الصوم الكبير عند النصارى، ولم يزل المسلمون صائمين صوم رمضان، فسألني أحد الأصحاب عما إذا كنت صائما، وما رأيي في الصوم، فأجبته: لست صائما، ولا فائدة صحية لي الآن من الصوم؛ لأني لم أتعود الجشع في الأكل، ولم أتخم مرة في حياتي.
صفحه نامشخص