من العقيدة إلى الثورة (١): المقدمات النظرية

حسن حنفی d. 1443 AH
143

من العقيدة إلى الثورة (١): المقدمات النظرية

من العقيدة إلى الثورة (١): المقدمات النظرية

ژانرها

السبر والتقسيم: أي الحصر ثم القسمة، حصر الصفات الذي قد يكون تاما أو ناقصا، ثم التقسيم للبحث عن الصفات المشتركة، وهل يمكن حصر صفات الله؟

9 (3)

الإلزامات: وهو القياس على ما يقول الخصم لعلة فارقة. وهو لا يفيد اليقين ولا الإلزام؛ لأنه يعتمد على أقوال الخصم الذي قد يمنع علة الأصل وحكمه، ويجعله واضع الدليل، ويقيم اليقين على الظن. والحقيقة أن هذا وارد في علم الكلام في منهج الجدل الذي يعتمد في مقدماته على مسلمات الخصوم ما دام في ذلك إفحام له، وانتصار عليه.

10

وعلى هذا النحو يبدو قياس الغائب على الشاهد مستعارا كلية من علم أصول الفقه دون مراعاة لطبيعة الموضوعين «ذات الله وصفاته وأفعاله» في علم أصول الدين والأحكام الشرعية في علم أصول الفقه، وإلا كنا قد افترضنا سلفا أن موضوع علم أصول الدين موضوع حسي خاضع للتجريب والقياس، وبالتالي لا يفترق الأشاعرة عن المشبهة والمجسمة في شيء، أو الاعتراف والتسليم بأنه لا يمكن معرفة «ذات الله وصفاته وأفعاله» إلا قياسا على ذات الإنسان وصفاته وأفعاله عن قصد أو عن غير قصد، عن وعي أو عن غير وعي. والاعتراف بالحق خير من التمادي في الباطل.

11 (4-2) قياس الأولى

ولم يذكره علماء أصول الدين في نظرية العلم كجزء من النظرية كما ذكره علماء أصول الفقه في نقدهم للمنطق الصوري القديم ووضع منطق أصولي جديد بدلا عنه. ولكن يظهر معناه في نظرية العلم في عرض موقف «المهندسين في الإلهيات»؛ إذ إن الغاية فيها (الإلهيات) «الظن والأخذ بالأحرى والأخلق ». وهو أقرب إلى فعل الشعور منه إلى القياس ذي القواعد والأصول. إذا كان الإنسان عالما «فالله» أولى بالعلم، وإذا كان الإنسان قادرا «فالله» أولى بالقدرة، وإذا كان الإنسان حيا «فالله» أولى بالحياة، وإذا كان الإنسان سميعا بصيرا متكلما مريدا «فالله» أولى بالسمع والبصر والكلام والإرادة، وهكذا في باقي الأوصاف والصفات.

12

فإذا كان قياس الغائب على الشاهد أصل التشبيه، فإن قياس الأولى أصل التنزيه، ولو أن بدايته في الحس ولكنه يجعل اللامحسوس أولى بصفات المحسوس؛ فهو في حقيقة الأمر تشبيه مقنع أو تشبيه يصارع نفسه في صورة تنزيه، وتكون قمة انتصاره في تأكيد التعالي المستمر

تعالى الله عما يصفون

صفحه نامشخص