2
وهذا عن شمالك المعبد الشهير الموقوف على هيرا،
3
وفي هذا المكان الذي انتهينا إليه ترى مدينة موكنيا يقوم فيه هذا القصر الذي قتل فيه البوليبيون،
4
في هذا المكان تلقتيك قديما حين قتل أبوك، أسلمتك إلى تلك التي يجري دمك في عروقها، أختك. أخذتك وأنقذتك. وربيتك حتى انتهيت إلى هذه السن، وبلغت رشدك وأصبحت قادرا على أن تعود فتثأر لأبيك. والآن يا أورستيس والآن يا بولاديس، يا أعز الأصدقاء علينا أشيرا ماذا نصنع؟ يجب أن نحزم أمرنا في أسرع وقت ممكن، هذا الضوء الساطع الذي ترسله الشمس يملأ الجو بأصوات الصباح التي تبعثها الطير، وقد انقضى الليل بما فيه من ذلك الضوء المظلم الذي كانت ترسله النجوم، أديرا إذن أمركما قبل أن يخرج خارج من القصر، فقد بلغنا وقتا لا يجوز فيه التردد، بلغنا وقت العمل.
أورستيس :
أي أعز الخدم علي، ما أكثر ما تظهر من الحب لي والرفق بي، إنما مثلك مثل الجواد الأصيل الذي لا تذهب السن مهما تقدمت بشجاعته وقت الخطر، وإنما هو مصيخ بأذنيه دائما، كذلك أنت تشجعنا وتحمسنا وتشاركنا في الإقدام، سأعلن إليك ما دبرت فأصغ إلي في عناية وإن أخطأت فردني إلى الصواب، لقد ذهبت أستخير الوحي وأستشيره كيف أثأر من قاتل أبي؟ فأجابني أپولون بهذا الجواب الذي ستسمعه: امض وحدك في غير سلاح وفي غير جيش، وأنفذ في فجاءة ومكر هذا الموت المشروع الذي كتب على يديك إنفاذه.
ما دام هذا أمر أپولون فانفذ أنت إلى القصر متى استطعت وتعرف كل ما يجري فيه لتنبئنا به في وضوح، ولست أخشى أن يعرفك أحد بعد ما غيرتك السن المتقدمة وتوج الشيب رأسك بالبياض، لن يشك في شخصك أحد، أنبئ أهل القصر أنك غريب من أهل فوكيس قد جئت إليهم رسولا من قبل فانيتيوس، فإنه من أكبر حلفائهم. وأنبئهم - مقسما - أن أورستيس قد قضى نحبه في مصادفة خطرة، سقط عن عجلته في الألعاب الرياضية التي تقام لأپولون؛ كذلك يجب أن تكون قصتك.
فأما نحن فسننفذ أمر الآلهة، وسنبدأ فنتوج قبر أبي بما نقدم إليه من قربان وبما نضع عليه من خصل شعري، ثم نعود إلى هذا المكان وقد حملنا تلك العلبة من النحاس التي أخفيتها في غضون الأعشاب، كما تعلم، وكذلك نخدعهم فنحمل إليهم هذا النبأ السار بأن جسمي لا وجود له، قد حرق واستحال رمادا، وماذا عسى أن يسوءني أن يظن بي الموت ما دمت حيا في حقيقة الأمر وما دمت ساعيا إلى المجد!
صفحه نامشخص