مولاي! إني لأسأل نفسي حائرا: أليس هذا الأمر عمل الآلهة؟
كريون (للجوقة) :
دعوا هذا اللغو الذي يثير غضبي، ولا يدل إلا على تقدم سنكم وضعف عقولكم، ومن ذا الذي يستطيع أن يسمعكم تقولون: إن الآلهة قد نزلوا إلى العناية بهذا الميت؟ أتظنون إذا أن الآلهة قد حرصوا على أن يشرفوه تشريف الأخيار، فواروه، وهو الشقي الآثم الذي جاء ليحرق صورهم وتماثيلهم، ويدمر أرضهم وقوانينهم؟ أرأيتم قط أن الآلهة شرفوا مجرما؟ كلا، ولكن هذا عمل الساخطين الذين يهزون رءوسهم سرا وينالونني بالذم.
والذين لا يذعنون لحكمي إلا كارهين، ولا يضمرون لي إلا العداوة والبغضاء، هؤلاء هم الذين واروا هذا المجرم رغبة في المكافأة، ذلك شيء لا أشك فيه، فإن المال أشد ما اخترعه الإنسان خطرا، المال يدمر المدن ويفني الدول ويفسد الطبائع الخيرة فيجعلها شريرة آثمة، هو الذي ألهم الناس كل خيانة، وحملهم على كل جور، ولكن الذين باعوا أنفسهم واقترفوا هذا الإثم إنما أعدوا لأنفسهم عذابا أليما عهدهم به غير بعيد.
أجل، إذا كان من الحق أني لا أزال أكبر «زوس» وأجله فثقوا - وأنا مقسم لكم بهذا - أنكم إذا لم تستكشفوا المجرم ولم تقودوه بين يدي فالموت وحده لا يكفي لعقابكم. يجب أن تصلحوا ما قدمتم إلي من الإساءة معلقين في الهواء أحياء، سترون إلى أي حد يجب أن تمتد منافعكم، وإلى أي حد يجب أن ينتهي شرهكم، فقد أرى أن المنفعة غير المشروعة تضيع أكثر الناس.
الحارس :
أيتاح لي أن أتكلم أيضا؟ أم يجب علي أن أعود أدراجي؟
كريون :
ألم تعلم بعد أن كلامك يؤذيني أشد الإيذاء؟
الحارس :
صفحه نامشخص