Memoirs of a Witness to the Century

Malek Bennabi d. 1393 AH
87

Memoirs of a Witness to the Century

مذكرات شاهد للقرن

پژوهشگر

(إشراف ندوة مالك بن نبي)

ناشر

دار الفكر

شماره نسخه

الثانية

سال انتشار

١٤٠٤هـ - ١٩٨٤م

محل انتشار

دمشق - سورية

ژانرها

من الحمص أو قطعة من كلب البحر لدى (بوكاميه). بالطبع فإن ذلك كله كانت له نتائجه في حياتنا في المدرسة، فقد أصبحتُ بسرعة في عيني (دورنون Dournon) (الفتى التركي) الأخطر. كانت قراءاتي مراقبة، وكانت أعرف أنني حينما أذهب إلى الدرس يأتي الشاوش ودورلون ليفتشا تحت فراشي، حيث كنت أخبئ صحيفة (الإنسانية L’Humanité). وأصبحت هكذا سلفًا المسؤول عن كل ما يحدث من شر في المدرسة. وحين يكتشف المدير اختفاء شيء ما أو حدوث كسر أو عطل كان يقول فورًا: «طبعًا- طبعًا. لابد أنه الصدّيق فعل ذلك». وهذه الشكوك المنتظمة أورثت بعض الأعمال السيئة وقد ارتكبت الكثير منها. فذات يوم أفرغت أنا وصالح حليمية كل ما في علبة تبغ العطوس في بركة المدرسة، فمات ما فيها من أسماك حمر جميلة كان يربيها المدير. وكان تعليق المدير: «طبعًا- طبعًا. إنه الصدّيق أيضًا». لقد طفح الكيل وهكذا قدمت أنا وصالح حليمية استقالتنا إلى المدير بصفتنا موظفين. لقد انزعج المدير لأنه كان لدينا ما نتهمه به من أمور لها مساس بإدارته للمدرسة. ولكن هذا الرجل كان طيبا في أعماقه، فأنذر والدي بالوضع فحضر وسوّى القضية. وهكذا استمرت بي هواية رسم رأس الشيخ (بن العابد)، وفي تخيل المسالك إلى بلاد (أنتينيا Antinéa) و(تمبو كتو). ولم يكن يستأثر باهتمامي غير دروس (بوبريتي Bobreiter) التي أفادتني بما حققت مع الأستاذ كثيرًا من التقدم. كان يعطيني كل أسبوع تشجيعًا لي عدده من مجلة (الأخبار الأدبية Nouvelle Littéraire)، فأسرع إلى قراءته بنهم. وقد كان يعيرني على

1 / 90