Memoirs of a Witness to the Century
مذكرات شاهد للقرن
پژوهشگر
(إشراف ندوة مالك بن نبي)
ناشر
دار الفكر
شماره نسخه
الثانية
سال انتشار
١٤٠٤هـ - ١٩٨٤م
محل انتشار
دمشق - سورية
ژانرها
وإمكاناته الحاضرة. وقد استطعت بفضل الشروح حول النصوص أن أقدر وأفهم العبقرية الشعرية للجاهلية وأولئك الشعراء في بني أمية والعباس. وقد استرعى اهتمامي امرؤ القيس ولَذَّ لي استماع الشنفرى، واسترسل لي عنترة في أحلام البطولات. أما الفرزدق والأخطل وأبو نواس فقد مارس كل منهم إغراءه في نفسي.
وفي جمع آخر من زملائي كنا نخوض في شعراء المدرسة الحديثة مع حافظ إبراهيم والرصافي، وقد اكتشفنا يومًا شعراء العربية في المهجر كجبران خليل جبران وإيليا أبي ماضي.
وترجمة رائعة لامارتين (البحيرة) جعلتنا نتعرف إلى لون جديد من الأدب الفرنسي تولى ترجمته أساتذة الأدب العربي المعاصرين. كان المنفلوطي سيد هذه المدرسة في ذلك الحين. وكتاباه (النظرات) و(العبرات) أثارا فينا الكثير من التنهيدات.
لقد أهملت قليلًا دروسي عدا دروس الأستاذ (بوبريتي Bobreiter)، ولكنني كنت أقرأ كثيرًا حتى قصص (الرداء والسيف). وكان (ميشال زيفاكو) يستأثر باهتمامي، وقد قرأت سلسلته حول أسرة (باردييان Pardaillans).
كنت أستسلم للتأملات واضعًا نفسي أمام بعض التساؤلات. ففي تلك الفترة حسبتني اكتشفت أن الأرض لا تدور وصحت:، «أوريكا! ... أوريكا!». أي وجدتها وجدتها.
بدأ زملائي ينظرون إلي بشيء من الخوف ... فربما أخذ عقلي ينقلب رأسًا على عقب فذلك ما كنت أقرؤه في عيونهم.
حاولت أن أشرح لهم فكرتي قائلًا: «لو كانت الأرض تدور فإنما بألونًا نطلقه من الأرض إلى الجو لابد أن يسقط في نقطة تبعد عن نقطة انطلاقه بعدًا يتناسب مع سعة دوران الأرض».
1 / 68