Memoirs of a Witness to the Century
مذكرات شاهد للقرن
پژوهشگر
(إشراف ندوة مالك بن نبي)
ناشر
دار الفكر
شماره نسخه
الثانية
سال انتشار
١٤٠٤هـ - ١٩٨٤م
محل انتشار
دمشق - سورية
ژانرها
في الواقع فقد قرأت هذه السنة (التلميذ Le Disciple) لـ (بيار بورجي). وهذه القصة فتحت أمامي عالم النفس الذي أتاح لعقل فتيّ كعقلي أن يتخلى عن شيء من أوهامه وسذاجته.
وكان لهذا الاتجاه أن يأخذ بي أبعد من ذلك، لولا دروس الشيخ (مولود بن موهوب) في التوحيد وسيرة النبي وتلك التي للشيخ (بن العابد) في الفقه؛ فقد كانت هذه مذكّرًا قويًا يعود بروحي إلى الطريق الصحيح. ومن جهة أخرى كان الشيخ (عبد المجيد) يحلل في دروسه بعض نظراته في انحراف المجتمع وتجاوزات الإدارة، وقد أذكى ذلك في نفوسنا تأييدًا وحماسة.
وكان آخر هذه المؤثرات كتابان عثرت عليهما في مكتبة النجاح أعدهما الينابيع البعيدة والمحددة لاتجاهي الفكري. أعني بذلك كتاب (الإفلاس المعنوي للسياسة الغربية في الشرق) لأحمد رضا و(رسالة التوحيد) للشيخ محمد عبده. وقد تولى الشيخ مصطفى عبد الرزاق ومستشرق فرنسي ترجمته للفرنسية.
هذان المؤلَّفان أثّرا على ما أعتقد في أبناء جيلي من المدرسيين. أنا مدين لهما على كل حال بذلك التحول في فكري منذ تلك الفترة. لقد رسم لي كتاب أحمد رضا مزودًا بالشواهد الكثيرة بهاء المجتمع الإسلامي في ذروة حضارته، وكان ذلك معيارًا صحيحًا نقيس به بؤسه الاجتماعي في العصر الحاضر. أما كتاب محمد عبده - وهنا أتحدث عن المقدمة الهامة المترجمة حول غنى الفكر الإسلامي عبر العصور- فقد أعطاني مستنَدًا للحكم على فقره المحزن اليوم.
كانت هذه الكتب تصحح مزاجي؛ ذلك الحنين إلى الشرق تركه في نفسي كتب (فارير ولوتي Farrère،Loti) وحتى لامارتين أو شاتوبريان، فعرفت تاريخ الشرق وواقعه وأدركت بذلك ظروفه البائسة الحاضرة.
هذه القراءات شكلت بالنسبة لي قوة أخرى من التنبيه في المجال الفكري،
1 / 66