184

مطمح الأنفس

مطمع الأنفس ومسرح التأنس في ملح أهل الأندلس

پژوهشگر

محمد علي شوابكة

ناشر

دار عمار

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٠٣ هـ - ١٩٨٣ م

محل انتشار

مؤسسة الرسالة

فقال تعالى: (يَوْمَ تَأتي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا). . . إلى قوله تعالى: (وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ)، لقد تعدّيت طورك، وعلوت في مَنزِلتِك، وإنما البيان بعبارة اللّسان، وبالنطق يستبين الحقّ من الباطل، ولابد في الخصام من إفصاح الكلام، وقام وانصرف، فبُهِت القاضي ولم يُحِر جوابًا.
وكان في الدولة صدرًا من أعيانها، وناسق دُرَرِ تِبيانها، نفق في سوقها وصنّف، وقرّط محاسنها وشَنَّف، وله الكتاب الرائق المُسمّى بالحدائق، وأدركه في الدّولة سَعي، ورفض له فيها الرَّعي، واعتقله الخليفة وأوثقه في مكان أخيه فلم يومض له عَفو، ولم يَشُب كَدر حالهِ صَفو، حتى قضى مُعتقلًا، ونعى للنائبات نَعيًا مُثكِلًا، وله في السجن أشعار كثيرة، وأقوال ومبدعات منيرة، فمن ذلك ما أنشده أبو محمد بن حزم يصف خيالًا طَرقه بعدما

1 / 334