مطمح الآمال في إيقاظ جهلة العمال من سيرة الضلال
مطمح الآمال في إيقاظ جهلة العمال من سيرة الضلال
ژانرها
وروى في كتاب (الجوانح والجوامح) لأبي سعيد هبة الله بن الحسن النهاوندي عن أبي بصير قال: كنت مع محمد بن علي -الباقر- في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حدثان: موت والده إذ دخل المنصور أبو جعفر، وداود بن سليمان قبل أن يفضي الملك إلى بني العباس، فجاء داود بن [علي و]سليمان [بن مجالد] إلى الباقر وجلس المنصور ناحية في المسجد فقال له الباقر: ما منع الدوانيقي ألا يأتينا؟
قال: فيه جفاء.
قال الباقر [عليه السلام]: (أما إنه لا تذهب الليالي والأيام حتى يلي هذا أمر هذه الخلائق، فيطأ أعناق الرجال ويملك شرقها وغربها ويطول عمره فيها حتى يجمع من كنوز الأموال ما لم يجمعه غيره) فبعد أن قام داود من عند الباقر [عليه السلام] ذهب إلى المنصور وأخبره فجاء إليه وقال: ما منعني من الجلوس إلا جلالتك وهيبتك، ثم قال: يا سيدي ما الذي يقول داود؟
قال: هو كائن.
قال: وملكنا قبل ملككم؟
قال: نعم.
قال: ويملك بعدي أحد من ولدي؟
قال: نعم.
قال: فمدة بني أمية أطول أم مدتنا؟
قال: مدتكم [أطول]، وليتلقي هذا الملك صبيانكم فيلعبون به كما يلعب بالكرة، هذا ما عهده إلي أبي، فلما أفضت الخلافة إليه تعجب من قول الباقر [عليه السلام]، وفي الكتاب المذكور عن أبي بصير قلت للباقر: أنتم ذرية [21ب] رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وارث الأنبياء جميعهم.
قال: وارث جميع علومهم.
قلت: فأنتم ورثتم جميع علوم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟
قال: نعم.
قلت: فأنتم تقدرون على أن تحيوا الموتى، وتبرئوا الأكمه والأبرص وتخبرون الناس بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم؟
قال: نعم بإذن الله، ثم قال: ادن مني يا أبا نصير ؛ وكان مكفوفا فمسح بيده على وجهي، فأبصرت السهل والجبل والأرض والسماء.
فقال: أتحب أن تكون هكذا تبصر وحسابك على الله أو تكون كما كنت ولك الجنة؟
قلت: الجنة أحب إلي.
قال: فمسح على وجهي فعدت كما كنت.
صفحه ۱۲۷