مطمح الآمال في إيقاظ جهلة العمال من سيرة الضلال

ابن ناصر محله d. 1111 AH
246

مطمح الآمال في إيقاظ جهلة العمال من سيرة الضلال

مطمح الآمال في إيقاظ جهلة العمال من سيرة الضلال

ژانرها

عرفان

[بين صاحب الترجمة والإمام المتوكل]

وبالجملة فالإمام رحمه الله من محاسن هذا الدهر، وله مقاصد صالحة، ومن مؤكدات ذلك ما كتبه إليه الإمام المتوكل على الله رضوان الله عليه [67أ]وقد وقع من ابن أخيه المولى السيد العلامة: علي بن أحمد بن أمير المؤمنين حفظه الله ما وقع عند دخول المولى السيد العلامة: الحسن بن أمير المؤمنين حفظه الله (صعدة)، فكتب رضوان الله عليه إلى الإمام: المهدي يحثه على القدوم لإصلاح ذات البين كتابا لفظه:

(الولد السيد المقام الأفخم، العلم العلامة الهمام، الحقيق بالتوقير والإعظام، الراقي من درجات المجد والمحامد إلى أعلى مقام، صفي الإسلام والمسلمين: أحمد بن الحسن بن أمير المؤمنين طول الله عمره، وقوى فيما يرضيه عزائمه وقدره، ولازالت مساعيه في إعلان كلمة الله مشكورة، ومآثره الكريمة في تعظيم دين الله مأثورة، ومناقبه الفخيمة على جرايات الدهر باليمن -إن شاء الله- والبركة مسطورة، والله يهدي إليه سلاما ممزوجا بالتسنيم، وإكراما معصوما بالنعيم -إن شاء الله- العميم، ورحمة الله وبركاته التي تزيد في رفع قدره إلى كل مقام كريم، وبعد:

فإنه لما احتاج الحال إلى تدارك هذه الأمور العظيمة، بالمسارعة لحسم مواد مفاسده الجسيمة، اقتضى رأينا الحث لهمته العلية، والإثارة لحفيظته الدينية، والاستعجال لإغارته المنصورية، والتهيج لما جبله الله عليه من الحمية الشرعية في الغضب لله عز وجل ولرسوله وللمؤمنين، والغيرة على الإسلام والمسلمين، والتلافي للضعفاء والمساكين، وسرعة النهوض لذلك المقصد المبرور ، والسعي الصالح المشكور، والثقة بما عوده الله من الجميل، والخير الواسع الجزيل الموفور، الذي يحق له قول من قال:

يطول به عزا على كل كابر

لوطأته منها صدور المنابر

ولا رده من حاجر دون حاجر

ويبذل ما في حوزه والذخائر فأصبح للدين الحنيف مؤيدا

صفحه ۲۸۶