مطمح الآمال في إيقاظ جهلة العمال من سيرة الضلال

ابن ناصر محله d. 1111 AH
229

مطمح الآمال في إيقاظ جهلة العمال من سيرة الضلال

مطمح الآمال في إيقاظ جهلة العمال من سيرة الضلال

ژانرها

عرفان

وأما أنت إلى أنتن فالضمير عند البصريين أن، وأصله أنا، وكأن أنا عندهم ضمير صالح لجميع المخاطبين والمتكلم فابتدؤوا للمتكلم، وكان القياس أن يثبتوه بالتاء المضمومة نحو: أنت إلا أن المتكلم لما كان أصلا جعلوا ترك العلامة له علامة، وبينوا المخاطبين بتاء حرفية بعد أن كالاسمية في اللفظ وفي التصرف، وقال بعضهم: إن الضمير المرفوع هو التاء المتصرفة كانت منفصلة، فلما أرادوا انفصالها أدعموها بأن لتستقل لفظا كما هو مذهب بعض الكوفيين وابن كيسان في إياك وأخواته[61أ] أن الكاف المتصرفة كانت متصلة، فأرادوا استقلالها لفظا فجعلوا أيا عمادا لها، فالضمائر هي التي تلي أيا، وإيا عماد لها؛ قال الرضي: وما أرى هذا القول بعيدا من الصواب في الموضعين يعني في المرفوع المنفصل، والمنصوب المنفصل؛ ثم لما فرغوا من وضع المرفوع شرعوا في وضع المنصوب؛ لأنه فضلة والمرفوع عمدة فابتدؤوا بمتصل المنصوب، فوضعوا للمتكلم الياء إما مفتوحة أو ساكنة، وأنا للمتكلم مع غيره كما كان في متصل المرفوع، والكاف في المخاطب مثل التاء في التصرف، ولما أرادوا وضع المنصوب المتصل الغائب اختصروه من المرفوع المنفصل الغائب فحذفوا حركة الواو والياء من هو وهي، وقلبوا الياء من هي ألفا فصار هاء، وتمام الكلام في موضعه، ثم لما فرغوا من وضع المنصوب المتصل أخذوا في وضع المنصوب المنفصل، فجاءوا بأيا متلو بصيغة ضمير المنصوب المتصل، فاختلف فيه كما هو معروف، وقد قدمت لك ما استقر به الرضي من كلام ابن الكوفي وابن كيسان من البصريين، ثم حملوا ضمير المجرور على المنصوب؛ لأن المجرور مفعول به لكن بواسطة، وحملوه على لفظ المنصوب المتصل لوجوب كون المجرور متصلا، فضمير المجرور كضمير المنصوب المتصل سواء.

قال الرضي عند قوله: ولا يسوغ المنفصل إلا لتعذر المتصل بعد كلام طويل:

صفحه ۲۶۸