مطمح الآمال في إيقاظ جهلة العمال من سيرة الضلال
مطمح الآمال في إيقاظ جهلة العمال من سيرة الضلال
ژانرها
[(67) الإمام محمد بن القاسم (المؤيد بالله)]
( 990 - 1054 ه / 1582 - 1644 م)
وأما ولده الإمام المؤيد بالله: محمد بن أمير المؤمنين، فهو الإمام الذي ساس الأمور، ونظر في صلاح الجمهور، واستوثق له جميع اليمن المعمور.
وكان أبي وجدي -قدس الله أرواحهما- مختصين به وبوزارته ومناصرته بقديم محبة، وعظيم صحبة قبل الدعوة وبعدها؛ فإنه [عليه السلام] أقام بالجهة الشرفية زمانا، فكان المختص به في إحياء علوم أل محمد صلوات الله عليهم هو، وآباؤنا وأقاربهم ليلا ونهارا، وعشيا وإبكارا كما صرح به عليه السلام في مراسيمه الكبار لأبي وجدي رحمها الله[53أ]، ثم اختص به أبي بعد الدعوة الشريفة، وكان مدار أسراره وأموره الخاصة على أبي رحمة الله عليه وكذا كان عليه رحمة الله مدار البحث في كتب علوم آل محمد صلوات الله عليهم في جميع أوقات القراءة على الإمام في مثل: (التذكرة) و(الثمرات) و(الشفاء) و(أصول الأحكام) و(الأمالي) و(الأحكام) و(شرح التجريد) وغيرها من العلوم؛ وكان له ولأبي وقت خاص في الليل لا يشاركهما فيه أحد في (الكمه) التي تلي الديوان الكبير في درب الأمير للبحث في العلوم المحتاج إليها، ومن جملة ذلك ما تولاه الإمام عليه السلام بحضرة أبي في الليل في هذه (الكمه) من إصلاح كتاب الحي المختصر من النجري وخط أبي، وخط الإمام [عليه السلام] موجودان في نسخة الإمام إلى الآن، وله عليه السلام العناية التامة في أمور المسلمين، وتفقد ضعفائهم وفقرائهم، والشفقة على صغيرهم وكبيرهم، ورفع رضوان الله عليه كثيرا من المظالم التي كان ولاة البغي يقبضونها من الرعية مع تصريحه عليه السلام برفع سائرها شيئا فشيئا، وعلى نهجه القويم كان أخواه الشهيران العظيمان.
صفحه ۲۴۸